أكد المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي اليوم (الخميس) دعمه ل«الإجراءات» التي اتخذتها بغداد «دفاعاً عن سيادة العراق ووحدته»، لكنه حذر رئيس الوزراء حيدر العبادي من الاعتماد على الولاياتالمتحدة في المعركة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وهنأ خامنئي العبادي الذي يزور طهران على الانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات العراقية، بحسب ما جاء في بيان نشره مكتب خامنئي. وقال انها «اصبحت مناراً ومشروعاً للنهوض»، واصفاً العراق بأنه «بلد رئيس ومهم في العالم العربي». ونقل بيان رسمي في بغداد عن خامنئي قوله إن «من حق العراق المنتصر أن يلعب دوراً قيادياً في المنطقة». وتابع المرشد الإيراني: «الوحدة هي أهم عامل في مكاسبكم أمام الإرهابيين وأعوانهم... لا تأمنوا لأميركا... ستضركم في المستقبل». والعراق واحد من دول قليلة تربطها تحالفات وثيقة مع الولاياتالمتحدةوإيران. وقام البلدان بتسليح وتدريب قوات مؤيدة للحكومة العراقية في المعركة ضد متشددي «داعش». وتقدم الولاياتالمتحدة الدعم الجوي والتدريب والأسلحة للجيش العراقي، إضافة الى وجود حوالى خمسة آلاف جندي من قواتها في العراق، بينما تمول إيران وتدرب فصائل «الحشد الشعبي» التي تحارب إلى جانب قوات الحكومة. وعلى مدى أعوام تفادت بغداد معاداة واشنطن أو طهران. لكن مواجهة بين الحكومة المركزية العراقية والأقلية الكردية في الأسابيع الأخيرة هددت بترجيح كفة إيران. وتمول واشنطن الأكراد وتدربهم وتعتبرهم حلفاء منذ عقود. وبعد أن أجرى الأكراد استفتاء على الاستقلال الشهر الماضي رد العبادي بإرسال قواته التي سارعت إلى انتزاع أراض من القوات الكردية. ووبخ العبادي وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون هذا الأسبوع لمطالبته بإعادة المقاتلين الإيرانيين في صفوف الفصائل الشيعية المؤيدة للحكومة إلى بلادهم. وأصدر مكتب العبادي بياناً قال فيه إنه ينبغي ألا توجه أي دولة أوامر للعراق ووصف المقاتلين بأنهم «وطنيون». وسافر بعد ذلك إلى تركياوإيران في مسعى لحشد التأييد لموقفه من الأكراد. واقترحت حكومة إقليم كردستان العراق أمس وقفاً فورياً لإطلاق النار وتعليق نتائج الاستفتاء وفتح حوار مع الحكومة الاتحادية استناداً إلى الدستور العراقي. ورفضت حكومة العبادي العرض وقالت إنه ينبغي إلغاء نتيجة الاستفتاء وليس تعليقها كشرط مسبق لإجراء أي محادثات. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن العبادي قوله خلال اجتماعه مع خامنئي: «نعمل على ترسيخ وحدة العراق ولن نقبل أن يهدد بلدنا خطر التقسيم». وتدعم ايرانبغداد في الحرب ضد «داعش»، وعبرت أيضاً عن موقف مماثل لموقف الحكومة العراقية في رفض استفتاء كردستان حول تقرير المصير الذي كان نظم في 25 أيلول (سبتمبر). والتقى العبادي الذي وصل إلى طهران برفقة عدد من وزراء حكومته (الداخلية والنفط والتخطيط والكهرباء)، الرئيس الايراني حسن روحاني. وقبل اجتماعه بروحاني وخامنئي عقد العبادي جلسة عمل مع النائب الاول للرئيس الايراني اسحق جهانغري. ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن جهانغري قوله إنه «في شأن مسألة الاستفتاء وقفت طهران الى جانب الحكومة المركزية العراقية منذ البداية». وبحسب وسائل الاعلام الرسمية الايرانية فان زيارة العبادي ستتيح تعزيز العلاقات الثنائية بين العراقوايران وبحث آفاق الاندماج الاقليمي للعراق بعد تخلصه من المتطرفين. ووصف جهانغري العلاقات بين البلدين بانها «مثالية»، لكنه عبر عن الاسف لنقص التقدم في مستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وقال ان طهران على استعداد ل«تشجيع» المستثمرين الايرانيين من القطاع الخاص على الاستثمار في العراق. وبعد جولة ديبلوماسية في عدد من الدول العربية، استقبل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء العبادي في انقرة. وتعارض تركياوايران الاستقلال الذي نظمه اقليم كردستان العراق الشهر الماضي خشية تمدد النزعة الانفصالية للاكراد الى اراضيهما. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في تصريح إن «العرض الذي تقدمت به حكومة إقليم كردستان بخصوص تجميد نتائج الاستفتاء مهم، ولكنه غير كاف».