تصاعدت وتيرة القراءات والتحليلات المتعلقة بحقيقة الأزمة القائمة بين مقدم برنامج «90 دقيقة» الإعلامي المصري معتز الدمرداش، ورئيس مجلس إدارة قناة «المحور»، التي تعرض البرنامج الدكتور حسن راتب، إذ قيل إن حوار المتشدد الإسلامي عبود الزمر مع القناة تسبب فيها، وهو ما فتح الباب أمام تخمينات، تشير بطريقة أو بأخرى إلى أن الزمر أصبح يفرض شروطه وحضوره على الإعلام المصري، ما يعني ضمناً أن الصوت الأعلى الآن في القاهرة هو للتيار المتشدد، الذي يقود الحراك الشعبي والإعلامي في مصر - بحسب متابعين -. رئيس تحرير البرنامج سامي عبدالراضي كشف ل«الحياة» أن الأزمة بين الدمرداش وراتب ظهرت على السطح يوم الاثنين 13 آذار (مارس) الجاري، «وهي امتداد لأزمات سابقة كانت قائمة بالفعل، إذ كان يطلب راتب من فريق العمل استضافة شخصيات بعينها، كنا نرى أنها تتعارض والخط العام للبرنامج، ما كان يضطرنا إلى رفضها، وهو ما كان يتسبب في إحداث نوع من الغضب من مالك القناة كان يستمر يوماً أو يومين، ثم تعود العلاقة مجدداً، من دون أن يحدث خلاف يذكر» وأضاف: «لكن سبب الأزمة الأخيرة هو أن حسن راتب اتصل بي قائلاً إنه اتفق مع مرتضى منصور على أن يكون ضيفاً على معتز في البرنامج، وهو ما تبيّن لاحقاً أن منصور أكده في مظاهرة له أمام مسجد مصطفى محمود في حي المهندسين بالقاهرة، إذ أوضح للمتظاهرين أنه سيكون في لقاء مباشر مع معتز الدمرداش يوم الأحد 12 مارس، لكنني أوضحت لراتب أن المستشار مرتضى منصور لو تمت استضافته سيكون ذلك معناه التضحية بصدقية البرنامج، وفقدان الثقة التي اكتسبها أمام المشاهدين المصريين، ورفضنا إجراء أي حوارات معه أو استضافته، وبعدها اتصل بي مجدداً الدكتور راتب، مطالباً بأن يعتذر أحد الزملاء من منصور، وهو ما تم بالفعل وتفهم كل طرف وجهة نظر الآخر». ويتابع عبدالراضي: «بعدها بيوم اتصل حسن راتب، مطالباً إدارة البرنامج باستضافة الدكتور علي السمان المعني بالحوار بين الأديان والحضارات، والرجل مفكر نقدره ونحترمه، لكنه لا يتمتع بالجماهيرية المطلوبة، كما أن المشاهدين المصريين لا يرغبون في الاستماع إليه حالياً، فرفضنا أن يستضيفه معتز، لكننا أخبرنا راتب أنه من الممكن أن يأتي يوم الاثنين وهو يوم حدوث الأزمة، ليكون ضيفاً على الزميلة ريهام السهلي، وليس على معتز، وبعد رفض واحتجاج من الدكتور السمان، وافق على الحضور، وبالفعل وصل إلى الاستديو بحسب الموعد المحدد، لكن ولأمر خارج عن إرادة القناة، تعطلت بعض الأجهزة، ما أخر في مواعيد عرض فقرات البرنامج، خصوصاً تلك المتعلقة بالحوار الذي تم مع عبود الزمر، وهو ما أغضب الدكتور السمان، وخرج من القناة منسحباً، ظناً أن التأخير بسبب رفضه، وليس بسبب عطل فني». واستطرد: «بعد انتهاء البرنامج وعودة معتز إلى منزله، اتصل به راتب قائلاً: «ماحصل مع الدكتور علي السمان عيب، ولا تظهر على الهواء إلا بعد أن تمر علي في مكتبي»، فما كان من معتز إلا أن رد عليه قائلاً: «أنا لا أعمل نقاشاً، وإذا كان لديك أي قرار، فأرسله لي بشكل رسمي»، فأجابه راتب «هي فتونة»، فرد معتز «مش فتونة، لكن إن أردت منعي، فليكن ذلك بشكل رسمي»، وهذه كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، بحسب عبدالراضي. «الحياة» سألت رئيس تحرير «90 دقيقة» عما إذا كان المعتاد رفض الاستجابة لمطالب مالك القناة في البرنامج فقال: «يمكن القول إن أكثر من 70% من طلباته كنا نرفضها، حرصاً على صدقية البرنامج». وحول ما إذا كان هناك من أجبرهم على استضافة عبود الزمر المتهم بالتخطيط لقتل الرئيس المصري السابق أنور السادات قال عبدالراضي: «لم يحدث على الإطلاق أن طلب منا أحد استضافته، لكن المنافسة المهنية هي التي دفعتنا لذلك، فعبود الزمر مغيب عن الحراك في الشارع المصري، ومن يوضح له ما يدور هما زوجته وابن شقيقه فقط».