ألهبت مركبات الدفاع المدني أمس (الأحد) صحاري شمال الطائف الشاسعة بدوي أصواتها، وعكفت على تمشيطها لحصر الآبار الارتوازية الجاثمة عليها منذ سنوات عدة. وتحركت لجنة مكونة من إمارة المنطقة وفرق الدفاع المدني وجهات أمنية أخرى إلى أم الدوم صباحاً، مصطحبة معها وقع حادثة سقوط فتاة أم الدوم في تلك البئر المشؤومة التي مضت على فاجعتها أشهر عدة لم تمح من الأذهان صداها. وفي الوقت الذي ذهبت فيه الضحية و«سيناريو» السقوط خلف المجهول، لا يزال السبب قائماً حتى اليوم، ومنتشراً بقرب دائرة الحادثة، الأمر الذي لامس شعور فرق إنقاذ الدفاع المدني ومسؤولياتهم وجعلهم ينطلقون في شكل غير مسبوق بقصد تمشيط المنطقة بغية البحث عن الألغام الموقوتة (الآبار المهجورة). وبالفعل كان الهدف هذه المرة صوب الأعين، إذ عثر على مئات الآبار الارتوازية وغيرها من الآبار الأخرى التي لا تقل خطراً عن مثيلتها (بئر أم الدوم)، فتم رصدها الواحدة تلو الأخرى، ورسمت خريطة تفصيلية لأماكن وجودها على أرض الواقع. ومع أن عمليات البحث بدأت من صباح أمس (الأحد)، إلا أن عمليات الرصد لا تزال متواصلة في أمكان عدة شمال الطائف وبالقرب من «بئر منيرة» التي بدا شبحها يطفو على السطح ويثير الهواجس كلما عثرت فرق البحث على بئر غائصة. ولم تكن عمليات الرصد والتحري محصورة في منطقة معينة، إذ تم تمشيط المراكز والهجر والقرى الواقعة شمال المويه وظلم والصحاري المتاخمة لقرى حفر كشب وأم الدوم. وكانت «الحياة» مرافقة لرحلة البحث والتحري عن الآبار الارتوازية، إذ رصدت الكثير من الآبار على أرض الواقع وعملت على توثيقها. وقال مدير الدفاع المدني في الطائف العميد محمد الشهري ل«الحياة»: «إن اللجنة تواصل أعمالها الدورية لحصر الآبار ومعالجة أوضاعها في محافظة الطائف والمناطق التابعة لها لتلافي خطرها، إذ يتم توقيع تعهدات على أصحاب الآبار للعمل على وضع وسائل السلامة وتأمينها تجنباً لخطرها، كما يتم التنسيق مع الجهات المعنية حول أوضاع الآبار التي لم يعرف أصحابها للعمل على معالجة أوضاعها».