أكد رئيس شركة أرامكو السعودية المهندس أمين الناصر، أن خطط الطرح العام الأولي المزمع لأسهم شركة الطاقة الحكومية العملاقة لم يرتبط قط بتطورات سوق النفط، مبيناً أن الشركة تستعد لإدراج نحو خمسة في المئة من أسهمها في بورصات محلية وعالمية في النصف الثاني من 2018. مشيراً إلى أن الطرح لم يرتبط بالسوق ووضعها ووصول السعر إلى مستوى معيّن، إلا أنه قال: «لا شك في أن استقرار سوق النفط مهم جداً، ومركز المملكة في سوق النفط مركز ريادي وعالمي». وأوضح الناصر، في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار»، أن أرامكو تخطط لمضاعفة استثماراتها في البتروكيماويات. وأضاف: «استثماراتنا متنوعة، ونتطلع إلى مضاعفة الاستثمار في البتروكيماويات والصناعات القائمة على البتروكيماويات، بحلول 2030». ويبلغ إنتاج أرامكو من البتروكيماويات نحو 30 مليون طن سنوياً من المصانع التي تملكها والمشاريع المشتركة في السعودية وخارجها. وأوضح أن الطاقة التكريرية للشركة تقارب خمسة ملايين برميل يومياً، تخطط لزيادتها إلى ما بين ثمانية وعشرة ملايين برميل يومياً. وتعكف أرامكو على دمج مصافيها مع مصانع البتروكيماويات لتعظيم الإيرادات، والاستفادة من كل برميل نفط في إنتاج منتجات ذات قيمة مضافة. وشارك الناصر في أولى جلسات المؤتمر الحوارية بعنوان «التحول الكبير: ما هي الأُطر الجديدة التي ستساعدنا في فهم المستقبل؟»، إلى جانب المشرف على صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان، والرئيس التنفيذي لمجموعة فيرست إيسترن للاستثمار فيكتور تشو، ورئيس مجلس إدارة «بلاك روك» لاري فينك، والمدير العام لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، والرئيس التنفيذي المشارك ل«بريدج واتر» دايفيد مكورميك، وقال: «نحن سعداء باحتضان المملكة هذا المنتدى الضخم على الصعيد العالمي، والأول من نوعه في المنطقة، الذي يجسّد تطلعات المملكة إلى أن تكون القوة الاستثمارية الرائدة في العالم بما يخدم تنويع الاقتصاد. وأرامكو السعودية تفخر بدورها المهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، التي تشمل دعم التنوع الاقتصادي، وتعزيز دور القطاع الخاص، ونسعى لأن نكون الشركة العالمية الرائدة والمتكاملة للطاقة والكيماويات، من خلال تحقيق التكامل في منظومة القيمة، ومضاعفة الطاقة التكريرية، وإيجاد صناعات جديدة، وتوفير فرص العمل». وأضاف: «في الوقت نفسه، تركز تقنياتنا على التصدي لتحديات التغيّر المناخي وانبعاثات الكربون، عبر تطوير الوقود فائق النظافة، وعلى وسائل التقاط الكربون وتخزينه». وأشار الناصر إلى جهود أرامكو السعودية لرفع كفاءة قطاع الطاقة، من خلال التوطين والتوسّع في مجال الطاقة المتجددة. وأضاف الناصر: «مع تركيز العالم وكذلك أرامكو السعودية على التقنية والابتكار وتحديات المستقبل، يجب أن نفكر بواقعية، وينبغي للعالم ألا يغفل عن الاستثمار في صناعة النفط والغاز، لأنها ستبقى تلعب دوراً أساساً وكبيراً على مدى العقود المقبلة، بما يخدم البشرية». وشهد العامان الماضي والحالي إنجازات وقفزات نوعية كبرى في عدد من المجالات، التي تجسّد الدور العالمي والوطني للشركة. ووقّعت الشركة في المنتدى السعودي - الروسي للاستثمار في موسكو على ست مذكرات تفاهم مع كبرى شركات الطاقة والكيماويات الروسية، على هامش الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين إلى روسيا الاتحادية، كما سبق ذلك توقيع 16 اتفاقاً مع 11 شركة أميركية بنحو 50 بليون دولار، خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمملكة، إضافة إلى عدد من الاتفاقات والشراكات في الهند وماليزيا وإندونيسيا والصين ودول أخرى. يذكر أن المنتدى عالي الأهمية، إذ يجمَع نحو ثلاثة آلاف مشارك و160 متحدثاً من أكثر من 60 دولة، ويقدم 100 ندوة حوارية على مدى ثلاثة أيام. ويتميز المنتدى بفكرته التي تركز على المستقبل والابتكار والاستثمار والشراكات، ويقدم الفرصة للحوار حول اتجاهات الاستثمار الحالية والمستقبلية، للوصول إلى النتائج المنشودة، تماشياً مع أهداف وتطلعات رؤية المملكة 2030، وبرنامج التحول الوطني.