مشروع «نيوم» هو منطقة خاصة ممتدة بين ثلاث دول، تشمل وجهة حيوية جديدة تقع شمال غربي المملكة، تسعى لتصبح محوراً يجمع أفضل العقول والشركات معاً، لتخطي حدود الابتكار إلى أعلى مستويات الحضارة الإنسانية. وقد تم تصميم هذه المنطقة الخاصة لتتفوق على المدن العالمية الكبرى من حيث القدرة التنافسية ونمط المعيشة، بحيث من المتوقع أن تصبح مركزاً رائداً للعالم بأسره. وتعتبر «نيوم» منطقة تطوير حافلة بالفرص، إذ يقع المشروع شمال غربي المملكة، ويشمل أراضي داخل الحدود المصرية والأردنية، بحيث سيوفر العديد من فرص التطوير بمساحة إجمالية تصل إلى 26,500 كم2، كما يتمتع المشروع بعدد من المزايا الفريدة، منها: القرب من الأسواق ومسارات التجارة العالمية، إذ يمر بالبحر الأحمر نحو 10 في المئة من حركة التجارة العالمية، وكذلك من خلال ربط آسيا وأوروبا وأفريقيا وأميركا مع بعضها البعض، ستتيح هذه الوجهة ل70 في المئة من سكان العالم الوصول للموقع خلال 8 ساعات كحد أقصى. كما أن المناخ الجيد والتضاريس المتنوعة ل«المشروع» فريدة من نوعها، فهي أكثر برودة من المناطق المحيطة بها، إذ تعتبر الحرارة فيها أقل بنحو 10 درجات مئوية من متوسط درجات الحرارة في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، وتعود هذه الظاهرة إلى الطبيعة الجبلية للمنطقة المحيطة بها، إضافة إلى تيارات الرياح القادمة من البحر الأحمر وكون المدينة تقع في الشمال، كما يحوي الموقع الجغرافي للمشروع تضاريس مدهشة تشمل: شواطئ خلابة تمتد لأكثر من 460 كلم من السواحل والعديد من الجزر البكر، جبال شاهقة وخلابة على ارتفاع يصل إلى 2,500م تطل على خليج العقبة والبحر الأحمر وتغطي قممها الثلوج في فصل الشتاء، صحراء شاسعة وممتدة تجذب الزوار. ويمنح تطوير وإنشاء «نيوم» من الصفر المنطقة فرصاً استثنائية تميزها عن بقية المشاريع والمدن العالمية التي نشأت وتطورت عبر مئات السنين، وذلك من خلال استهداف تقنيات الجيل القادم كركيزة أساسية للبنية التحتية للمشروع، لما يحتويه الموقع من موارد طبيعية غنية، إذ يقع المشروع في منطقة غنية بالرياح والطاقة الشمسية، بحيث يشكل بيئة مثالية لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة، مما يتيح للمشروع أن يتم تزويده بالطاقة وبأقل كلفة، إضافة إلى ثروة شمسية مستمرة (20 ميغا غول/ متر مربع يومياً)، وسرعة رياح مثالية (متوسط 10.3 متر/ثانية)، كما تعد المنطقة غنية بالنفط والغاز، إضافة إلى المعادن الطبيعية. وسيسهم استغلال هذه الثروات في تعزيز معايير الاستدامة في مشروع «نيوم» بأقصى ما يمكن. يقدم المشروع مزايا قيمة للشركات والأفراد، بحيث يلبي حاجات المملكة ويستقطب أفضل الشركات وأصحاب الكفاءات من جميع أنحاء العالم، إذ يتيح للشركات الوصول إلى السوق السعودية بشكل مباشر أولاً، والأسواق العالمية ثانياً، كون المنطقة مركزاً لربط القارات الثلاث، كما يتميز المشروع بمنظومة توريد وابتكار شاملة، والتمويل والحوافز المالية، وبيئة تنظيمية لقطاعات خاصة ومحددة، مع قوانين تجارية مشجعة على مستوى عالمي، وبنية تحتية تحاكي المستقبل تضع الإنسان على رأس الأولويات وتُخضِع التقنيات الحديثة لخدمته ليعيش المستقبل، وإعادة توجيه الإنفاق السعودي في الخارج نحو مشروع «نيوم» بشكل غير مباشر، إذ ينفق السعوديون مبالغ ضخمة على السياحة (15 بليون دولار)، والرعاية الصحية (12.5 بليون دولار)، والتعليم (5 بلايين دولار)، والاستثمارات في الخارج (5 بلايين دولار). كما تقدّم «نيوم» للأفراد بعض المزايا، منها: بيئة معيشية رفيعة المستوى، وخدمات مدنية قائمة على التقنية في قطاعات الصحة والتعليم والنقل والترفيه وغيرها، وتخطيط عمراني متطور، وفرص عدة للنمو والتوظيف، ومعايير عالمية لنمط العيش من حيث الجوانب الثقافية، والفنون، والتعليم. وسيزيد المشروع من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وسيعزز أهمية المنطقة عبر تطوير قطاعات اقتصادية تعالج مسألة التسرب الاقتصادي، إذ سيقوم اقتصاد المشروع على مزيج من القطاعات التقليدية والمستقبلية، مع التركيز بصورة رئيسة على القطاعات المستقبلية بهدف زيادة الصادرات إلى المنطقة والعالم، كما سيسهم في إيجاد فرص عمل في القطاع الخاص، مع تزايد الحاجة إلى العمالة الماهرة تحديداً، كما تهدف المدينة كذلك إلى رعاية الابتكار ووضع المملكة على المسار الصحيح لتبوّء مكانة رائدة في قطاعات المستقبل، وسيكون مشروع «نيوم» منطقة جاذبة للعيش وتحويل موقع الأعمال أو البدء بأعمال جديدة.