قال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد أمس، إن بلاده «ليست طرفاً في أزمة قطر» وإن وساطته ليست «وساطة تقليدية، وإنما تهدف إلى إصلاح ذات البين وترميم بيت الخليج»، وأكد أن الأزمة الخليجية «تحمل في جنباتها احتمالات التطور، وأن على الجميع أن يتنبه إلى أخطار التصعيد»، داعياً إلى حماية مجلس التعاون من التصدع، كون انهياره سيعتبر «تصدعاً وانهياراً لآخر معاقل العمل العربي المشترك». ورأى في خطاب أمام البرلمان مفتتحاً دورة تشريعية جديدة، أن أكبر أزمة ديبلوماسية في المنطقة منذ سنوات قد تؤدي إلى تدخلات «إقليمية ودولية» تلحق أضراراً «مدمرة» بأمن الخليج. وأكد أن الأزمة الخليجية «تحمل في جنباتها احتمالات التطور، وعلينا جميعاً أن نكون على وعي كامل بأخطار التصعيد بما يمثله من دعوة صريحة لتدخلات وصراعات إقليمية ودولية، لها نتائج بالغة الضرر والدمار على أمن دول الخليج وشعوبها». وأضاف: «لذلك يجب أن يعلم الجميع أن وساطة الكويت الواعية احتمالات توسع هذه الأزمة ليست مجرد وساطة تقليدية يقوم بها طرف ثالث بين طرفين مختلفين، نحن لسنا طرفاً ثالثاً، بل نحن طرف واحد مع الشقيقين الطرفين، هدفنا الأوحد إصلاح ذات البين وترميم البيت الخليجي، الذي هو بيتنا، ونتحرك لحمايته من التصدع والانهيار، إن التاريخ وأجيال الخليج الآتية، بل أجيال العرب جميعاً، لن تنسى ولن تغفر لمن يساهم، ولو بكلمة واحدة، في تصعيد هذا الخلاف وتأجيجه، ويكون سبباً في انهيار هذا الصرح الجميل». وأوضح أن مجلس التعاون الخليجي «هو بارقة أمل واعد في ظلام الليل العربي، والشمعة التي تضئ النفق الطويل الذي يرقد فيه العمل العربي المشترك، ونموذج جدير بأن يحتذى للتوافق والتعاون البناء في الوطن العربي الكبير، وإن تصدع وانهيار مجلس التعاون هو تصدع وانهيار لآخر معاقل العمل العربي المشترك، وهنا أدعو إخواني المواطنين إلى التزام نهجنا في التهدئة وتجنب التراشق العبثي، سعياً إلى احتواء هذه الأزمة وتجاوزها بعون الله، فإن ما يجمعنا أكبر وأقوى بكثير مما قد يفرقنا، فلنتق الله في أوطاننا، ولندعُ الله جميعاً أن تصفو القلوب وتهدأ النفوس وتلتئم الجروح، ليكون مجلس التعاون الخليجي صرحاً شامخاً وقلعة راسخة وراية عز وأمان وازدهار». وتطرق الشيخ صباح في كلمته، إلى التحديات التي تواجه بلاده، وقال: «إن مسيرتنا الوطنية تهددها أخطار خارجية جسيمة وتعترضها تحديات داخلية صعبة، وعلينا ألّا نغفل لحظة واحدة عن النيران المشتعلة حولنا والأخطار التي تهدد مسيرتنا والكوارث التي تطرق أبوابنا». إلى ذلك، بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن في أنقرة ليل أول من أمس، ملف العلاقات الثنائية ومستجدات الساحة الإقليمية، بما في ذلك الأزمة الخليجية. وفي الدوحة، استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الرئيس السوداني عمر البشير، وأكدت الخرطوم أنها لن تتدخل في الأزمة الخليجية، وأنها تأمل بحلها بين الأشقاء. وأكد المستشار السابق للشؤون الاستراتيجية الأميركية ستيفن بانون ليل الإثنين، أنه تجدر «محاسبة قطر على تمويلها الإرهاب»، وقال: «وضع الإماراتيون والمصريون والسعوديون خطة مدروسة جداً، إذا تم قطع التمويل يمكنك الحصول على فرصة جديّة للقضاء على مصادر تمويل الجماعات الإرهابية، مثل تنظيمي داعش والقاعدة».