استمر الغموض يلف مصير الشبان الأستونيين السبعة الذين خطفوا في المدينة الزراعية في زحلة منذ الاربعاء الماضي، فيما واصلت استخبارات الجيش اللبناني والقوى الأمنية بذل جهود استثنائية لكشف ملابسات عملية الخطف وإطلاقهم. وذكرت الوكالة «الوطنية للاعلام»، أن «الاجهزة الامنية أجمعت من خلال الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة المركَّزة امام محال تجارية ومؤسسات على الطريق التي سلكتها المركبات التي خَطف مَن فيها الأستونيين، على ان الفانات التي استعملت في العملية ليست مألوفة لدى العاملين في حقل النقل العام، بل هي مقفلة وأكبر من الحافلات العادية، وغالباً ما تُستعمل لدى السفارات، كما ان السيارات المستخدَمة من قِبَل الخاطفين مجهَّزة في نصفها الثاني بحاجب للرؤية. وسُجلت امس زيارة وفد من السفارة الفرنسية لدى لبنان منطقة البقاع، علماً ان السفارة مكلَّفة رسمياً من جمهورية أستونيا متابعةَ موضوع عملية الخطف مع الدولة اللبنانية، كون جمهورية أستونيا لا تملك سفارة في لبنان. ورافق وفد السفارة ضابط أمني من جمهورية أستونيا. والتقى الوفد قائد منطقة البقاع الاقليمية في قوى الامن الداخلي العميد شارل عطا، وتداول معه في موضوع عملية الخطف والخيوط الامنية والتفاصيل المتعلقة بهذه العملية، وعاين الوفد المكان الذي جرت فيه عملية الخطف في سهل المدينة الصناعية، وجال الوفد على طول خط طريق المصنع الدولية والطريق التي من المرجح أن يكون سلكها الخاطفون. وكانت الإجراءات الامنية المتواصلة للبحث عن المخطوفين والخاطفين توسعت بشكل كبير باتجاه منطقة البقاع الغربي، وسُجلت تحركات عسكرية للجيش اللبناني، من خلال اقامة حواجز ومسح للجرود والمرتفعات، وخصوصاً في منطقتي لالا وبعلول. ونفت حركة «فتح - الانتفاضة» في لبنان، في بيان، ما نُقل عن مصدر أمني لبناني بأنه يرجَّح ان تكون «فتح - الانتفاضة» وراء خطف الأستونيين السبعة، وأكدت أن «الحركة لم ولن تتعاطى مثل هذه الأساليب، لا في الماضي ولا في الحاضر، وهي حركة ثورة فلسطينية لها ثوابتها الوطنية ولا يمكن ان تنجر الى مثل هذه المنزلقات».