بدا أن قوائم مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا، ومسلمي تركيا وأوروبا، باتت توجس خيفةً، وهي تقترع خلال الساعات القليلة المقبلة من أن يتم إعادة مواعيد انتخابهم بحجة عدم تجاوز نسبة ترشحهم 50 في المئة من الأصوات المنتخبة عموماً وهو ماحدث فعلاً للقوائم المتنافسة على مقاعد حجاج الدول العربية التي اضطرت لإعادة الانتخابات بعد فشلها في تجاوز تلك النسبة. وأجمعت أصوات ناخبة عدة ل«الحياة» على أن السبب الرئيس في عدم تجاوز النسب المقررة في قوائم الانتخابات كان بسبب عزوف الصوت النسائي عن صناديق الاقتراع، وعدم حضورهن المأمول الذي يمثل في الأصل نسباً كبيرةً من أعداد الناخبين، مشيرين إلى أن إعادة الانتخابات تعد مكلفة مادياً ومرهقة بدنياً للمنظمين والقائمين على أعمال تلك الانتخابات. وبحسب أحد المشرفين على قوائم الترشح للانتخابات في مؤسسة جنوب شرق آسيا عبد الإله مؤمنة، فإن عملية إعادة الانتخابات مرةً أخرى تمثل ضغطاً نفسياً كبيراً على القائمين على أعمال تلك القوائم. وقال ل«الحياة»: «إن إعادة الانتخابات من جديد، يجعل القائمين عليها يعيدون حساباتهم من الصفر، بدءاً من تكثيف الاتصال بناخبيهم، وحثهم على التصويت لهم، فضلاً عن إعادة تدوير البرامج وعرضها على الناخبين لإقناعهم بمدى جدية القائمة». وتعول ثلاث قوائم مرشحة للفوز بمقاعد مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا (البركة، ومكة، والتقوى) على حضور 1429 ناخباً وناخبةً إلى صناديق الاقتراع بغية حسم النتيجة لمصلحة إحدى تلك القوائم، ورغبةً منها في تجنب إعادة الاقتراع مرةً أخرى. ولفت مؤمنة إلى أن إعادة الانتخابات تعد مكلفة مادياً للقوائم المرشحة، كونها تزيد من عدد أيام ما قبل الانتخاب، والتي يتم إنفاق الكثير من الأموال على تجهيز مواقع القوائم، واستقبال الناخبين، وإعادة عرض البرامج الانتخابية، وحث الناخبين على إعادة الاقتراع مرةً أخرى، مايصعب من إقناع الناخبين للعودة إلى الاقتراع مرةً أخرى. وأوضحت رئيسة القسم النسائي في مطوفي حجاج الدول العربية الدكتورة وفاء محضر ل«الحياة» أن ثقافة الانتخاب لا تزال غائبة حتى الآن لدى عدد كبير من السيدات، وهو ما أثر كثيراً في عملية الاقتراع النهايئة، مشيرةً إلى أن عدداً كبيراً من الناخبات يعتمدن في ترشيحهن للقوائم المرشحة على العلاقات الأسرية والروابط الاجتماعية من دون النظر إلى أهلية البرامج المقدمة من القوائم، ومدى صدقية الخدمة التي تقدمها للحاج. وكانت جهات رقابية مختلفة تابعت انتخابات مؤسسات الطوافة الأخيرة في مكة أكدت ل«الحياة» أن انتخابات القوائم المرشحة شهدت عزوفاً نسائياً عن الاقتراع من دون أسباب واضحة أو مقنعة لذلك العزوف، مشيرةً إلى أن هذا التراجع لايأتي مواكباً للواقع الحقيقي، الذي يؤكد أن النسب الممنوحة للمرأة داخل مجالس الطوافة تتجاوز نسب المساهمين من الرجال. وأوضحت الناخبة سهير غزالي أن بعض اشتراطات الوزارة في الانتخابات ربما حدت كثيراً من حضور الصوت النسائي داخل الانتخابات وصناديق الاقتراع. وقالت ل«الحياة»: «بات شرطا إحضار صورة شخصية للناخبة وإلزامهن بالحضور مرتين أمراً غير مستساغ من كثير من الناخبات»، مشددةً على أهمية أن تجد اللجنة الإشرافية للانتخابات بدائل لهذه الاشتراطات تكون مرنة، وسهلة، وتشجع المرأة على الحضور والاقتراع. وبينما يشهد اليوم (الأحد) صراعاً كبيراً بين قوائم التطوير والإنجاز والرفادة والعهد الجديد التغيير والتطوير للفوز بمقاعد مسلمي أوروبا وأميركا وأستراليا، فإن قوائم التميز، والريادة، والحاج، حسمت أمرها باكراً بعد اكتساحها نتائج التصويت لمؤسسات مطوفي حجاج إيران، جنوب آسيا، وحجاج الدول الأفريقية غير العربية.