أكد السفير البريطاني لدى العراق كريستوفر برينتيس أن ايران «لم تتخل كلياً عن نشاطاتها العدائية لبناء دولة عراقية آمنة وديموقراطية»، واضاف ان الايرانيين «ما زالوا يدربون الميليشيات ويرسلون السلاح ويتدخلون في الشؤون العراقية». وزاد انه «لم يتعجب مما قاله السفير الأميركي المرشح للمنصب في بغداد كريستوفر هيل الذي قال إن «ايران تشكل مشكلة للعراق». مضيفاً أن هناك «أدلة على تدريب ايران ميليشيات سنية وشيعية وتمدها بالمال والسلاح». الى ذلك، قال برينتيس إن «عراق 2009 غير عراق 2008، ففيه اليوم دولة وشعب يعرفان الى حد كبير من العدو». وزاد أن «عراق 2009 واثق من نفسه، فخور، متجانس أكثر، ومصمم على بناء دولة فيديرالية، وقوة مهمة في المنطقة لها مصالحها وطموحاتها». وشدد على أن «الشعب العراقي بشكل عام يعرف اليوم ومن خلال خبرته أن ايران لا تعمل لمصلحته، فالتقاتل الشيعي - الشيعي الذي دعمته طهران، والرفض الشعبي للميليشيات في البصرة، كلها عوامل تؤكد النظرة العراقية الى التدخل الايراني». وتابع ان «هذا لا يعني أن ليس هناك فئات عراقية تعتبر ايران حليفة لها، وهناك من له علاقات قرابة وعلاقات مذهبية ومرجعية معها». وكان السفير البريطاني يتحدث الى بعض الصحف بينها «الحياة» في مقر وزارة الخارجية في لندن. وشدد على أنه «سيكون مفيداً جداً للبلدين (ايران والعراق) أن تتجاوب طهران مع المجتمع الدولي وتحترم وتتجاوب مع طروحاته المتعلقة ببرنامجها النووي وتعود الى الحظيرة الدولية وبناء علاقات ندية مع العراق مبنية كلياً على الاحترام الكامل لسيادته واستقلاله، والمصالح المشتركة وتتوقف كلياً عن استخدام العراق مسرحاً خلفياً لفض نزاعاتها مع العالم الغربي». ونوه كريستوفر برينتيس بالعلاقات بين بريطانيا ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وحكومته، مضيفاً أن أي «خلاف بين الحكومة البريطانية والمالكي، كان ناتجاً عن طبيعة ولادة عراق ديموقراطي مستقر». ووصف العلاقات بين البلدين الآن ب «المختلفة جداً عما كانت عليه في السنوات القليلة الماضية، فهي اليوم طبيعية تهتم بالنشاطات الثقافية والتربوية والعلاقات التجارية»، مشيراً الى أن الوجود العسكري البريطاني بعد تموز (يوليو) المقبل سيكون لاستكمال تدريب القوات العراقية». وأعرب عن تفاؤله بمستقبل العراق مشيراً الى أن هناك شعوراً عاماً بأن العراق واثق من نفسه والعراقيين اليوم يريدون العيش معاً ضمن عراق فيديرالي، إلا أنه أشار الى «التحديات الكبرى التي لا تزال تواجه بغداد، خصوصاً الوضع الأمني الهش نسبياً، وولادة التركيبة السياسية. وشكل الفيديرالية التي لا يتوقع أن تكون مركزية، بل تأخذ الوسطية في تكوينها». وتوقع ايضاً أن يكون الحوار الكردي - العربي «ساخناً وكذلك قضية النفط وكركوك». الى ذلك أكد برينتيس أن خاطفي البريطانيين الخمسة منذ اكثر من سنة «لا يجدون أي دعم بل هم يعلمون أن عدم انهائهم هذا الملف يعيق دخولهم المعترك السياسي»، مشيراً الى ارتباط صورة التيار الصدري بالخطف والخاطفين «يضر به وهناك تغيير في هذا المجال». مشدداً على أن ارسال الخاطفين شريطاً بصور المخطوفين الى السفارة في بغداد، بدلاً من وسائل الإعلام «يشير الى الجدية في إنهاء هذا الملف».