أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اهمية الانفتاح والتعاون مع الأردن في المجالات كافة، فيما أعلنت لجنة النفط والطاقة النيابية ان هناك رغبة في تنفيذ مشروع نقل النفط من البصرة إلى السوق الدولية عبر ميناء العقبة. إلى ذلك، استقبل العاهل الأردني الملك عبدالله أول من أمس الزعيم الديني مقتدى الصدر. وأوضح بيان للحكومة أمس أن العبادي «التقى الملك عبدالله بن الحسين وبحث الجانبان في تعزيز التعاون والحرب على عصابات داعش الإرهابية والخطر الذي تمثله، ورؤية العراق لمستقبل المنطقة التي تقوم على اساس التنمية وبسط الأمن بدل الخلافات والحروب، وأهمية تفعيلها لما لها من أهمية في خلق أمل للشباب وفتح آفاق جديدة لهم، إضافة إلى عملية انتشار القوات العراقية لحفظ النظام». وأضاف أن «الملك عبدالله أكد دعم بلاده وحدة العراق وتأييده الإجراءات الدستورية والقانونية التي اتخذتها الحكومة العراقية»، مشيداً بإجراءات العبادي «في حفظ دماء العراقيين»، وأضاف أن «من ثوابت الأردن الحفاظ على وحدة العراق واحترام دستوره فضلاً، عن تأييده رؤية العراق لمستقبل المنطقة التي أطلقها العبادي على أساس التنمية وبسط الأمن بدل الخلافات والحروب وأهمية العمل بها». وتابع» أن «العبادي أشار إلى أن الأولوية في العراق مازالت لمحاربة داعش والقضاء عليه، وما جرى هو فرض السلطات الاتحادية»، وأضاف أن «رؤيتنا التي أطلقناها بخصوص التنمية هي من اجل فتح آفاق جديدة للشباب والقضاء تدريجاً على المشاكل التي تواجه المنطقة ومن المهم العمل المشترك لمواجهة هذه التحديات». وفي السياق، بحث العبادي مع نظيره الأردني هاني الملقي في الخطوات التي تم اتخاذها للبدء بتنفيذ مشروع مدّ أنبوب النفط من البصرة إلى ميناء العقبة والفوائد الاقتصادية المتوقعة من هذا المشروع الإستراتيجي. وكان الأردنوالعراق وقّعا عام 2013 اتفاقاً لمد أنبوب يبلغ طوله 1700 كلم لنقل النفط الخام من البصرة الى مرافئ التصدير في العقبة، بكلفة تقارب نحو 18 بليون دولار وبطاقة سبعة ملايين برميل يومياً. ويفترض أن ينقل الأنبوب الخام من حقل الرميلة العملاق في البصرة (545 كلم جنوببغداد) إلى مرافئ التصدير في ميناء العقبة (325 كلم جنوبعمان). إلى ذلك، قال عضو لجنة النفط والطاقة النائب إبراهيم بحر العلوم ل «الحياة» إن «جولة رئيس الحكومة في بعض الدول العربية اخيراً تشكل مفتاحاً لاستقرار العراق فضلاً عن وضع رؤية جديدة للمنطقة والملف الاقتصادي على رأس أولوياتها». وأضاف ان «مشروع مد انبوب نقل النفط من البصرة الى العقبة في الأردن تم طرحه منذ ما يزيد عن عامين ضمن استرتيجية الحكومة الاتحادية لتعدد منافذ التصدير عبر دول الجوار وبدأت حوارات معمقة بين بغداد – عمان حول المشروع لمناقشة آليات تنفيذه». وتابع ان «تنفيذ المشروع على ارض الواقع يتطلّب احتساب الكلفة مقسمة على عدد سنوات العمل ومن ثم احتساب الربح المتوافر وفق حصة الطرفين، ومكاسب المشروع لا تنحصر في الجدوى الاقتصادية انما هناك قضايا سياسية مهمة في مثل تلك المشاريع الإستراتيجية، ايضاً مردود ذلك على مستوى العلاقات الإقليمية وضبط امن مناطق الأنبوب». وقال النائب عن كتلة «الأحرار» التابعة للتيار الصدري ياسر الحسيني ان «زيارة العبادي السعودية ومصر والأردن تأتي من شعور تلك الدول بضرورة إعادة العراق الى حاضنته الأصيلة وهي الحاضنة العربية»، لافتاً إلى أن «العراق أصبح له دور حقيقي على الصعيد الأمني والاقتصادي والسياسي فاعل ضمن المنظومة العربية». يذكر أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر زار الأردن أول من أمس بالتزامن مع زيارة العبادي، ويرى مراقبون ان العبادي والصدر يتفقان في رؤيتهما إلى ضرورة الانفتاح على المحيط العربي والإقليمي. ودعا الملك عبدالله الثاني العراقيين إلى «تغليب لغة الحوار»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «المنطقة لا تحتمل أي نزاع جديد». وجاء في بيان أن الملك عبدالله الثاني أكد خلال استقبال الصدر في قصر الحسينية «أهمية تغليب لغة الحوار للمحافظة على وحدة الأراضي العراقية وسلامتها، بما ينسجم مع الدستور». وشدد على أن «المنطقة لا تحتمل أي نزاع جديد يكون المستفيد الوحيد منه العصابات الإرهابية». وأضاف أن «الانتصارات التي حققها الجيش العراقي على عصابة داعش الإرهابية، تشكل قاعدة صلبة لتعزيز أمن العراق واستقراره والحفاظ على وحدة أراضيه». وجدد تأكيده «دعم الأردن الجهود المستهدفة تحقيق المصالحة الوطنية(...) بما يلبي تطلعات مكونات الشعب بالمستقبل الأفضل». وأشاد ب «الدور المهم للتيار الصدري وسماحة السيد مقتدى الصدر في العملية السياسية، ونهجه الوطني والعروبي»، مشيراً في هذا الصدد، إلى «التطور الإيجابي الذي تشهده علاقات العراق مع أشقائه العرب».