نجت صحافية روسية معارضة من محاولة قتل نفذها شخص لم تكشف السلطات الأمنية هويته، اقتحم مقرّ إذاعة «صدى موسكو» وسط العاصمة، وهاجم ضحيته بسكين. وأظهرت نتائج التحقيق الأولية أن «أسباب الاعتداء شخصية». لكن الحادث ذكّر بهجمات استهدفت صحافيين معارضين خلال السنوات الأخيرة. وأعلنت «صدى موسكو» أن مجهولاً تمكّن من تجاوز حاجز الحراسة على باب الإذاعة، بعدما رشق الحارس بغاز أعصاب من عبوة كان يحملها، واتجه الى مكتب الصحافية تاتيانا فيلغينغاوير وطعنها بسكين في رقبتها. وسيطر رجال الأمن على المهاجم، فيما خضعت الصحافية لجراحة عاجلة. وأفادت مصادر طبية بأن وضعها «سيئ ولكن مستقر». و «صدى موسكو» هي أول إذاعة حرة أُسِست عام 1990 قبل انهيار الاتحاد السوفياتي، وتتبنّى مواقف معارضة لسياسات الكرملين، على رغم أنها تابعة لشركة «غازبروم» العملاقة للغاز والمملوكة للدولة. وقال رئيس تحرير الإذاعة ألكيسي فينيديكتوف إن «فيلغينغاور تعرّفت كما يبدو الى المعتدي»، ما يعزّز فرضية أجهزة الأمن بعد تحقيق أولي مع المهاجم، بأن الاعتداء مرتبط بأسباب شخصية ولا دوافع سياسية له. على رغم ذلك، ذكّر الحادث بهجمات استهدفت صحافيين معارضين يعملون في الإذاعة ذاتها، وفي مجلة «نوفاي غازيتا» التي تشاطرها مواقفها المعارضة. وكانت يوليا لاتينينا، زميلة فيلغينغاور في الإذاعة، تعرّضت لثلاثة اعتداءات خلال السنتين الأخيرتين، آخرها في أيلول (سبتمبر) الماضي، عندما أحرق مجهولون سيارتها. واعتبرت لاتينينا الحادث «محاولة اغتيال»، وأعلنت بعد أيام أنها «غادرت روسيا خوفاً على حياتها». وتعود أبرز حوادث اغتيال تعرّض لها صحافيون معارضون في روسيا، الى عام 2006 عندما قُتلت الصحافية في «نوفاي غازيتا» اننا بوليتكوفسكايا، التي تخصصت في تسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في القوقاز. وفي العام 2009 أطلق مهاجمون النار على زميليها في الحملات الإعلامية، المحامي ستانيسلاف ماركيلوف والصحافية اناستاسيا بوبوروفا.