تنادى في ما يبدو، صحافيون وقراء الدكتور عائض القرني ومعجبون به، إلى الدفاع عنه، وتبرئته من تهمة السرقة التي وجهتها له الكاتبة سلوى العضيدان، من خلال شكوى تقدمت بها إلى «إدارة حقوق المؤلف»، إذ لم يمض وقت قصير على نشر «الحياة» (الأربعاء الماضي) خبر الشكوى المرفوعة ضد الداعية القرني حتى هب المعجبين به، وضجت مواقع الكترونية يدافعون موضحين أن صاحبة الشكوى سلوى العضيدان، هي من سرقت القرني وليس هو، لافتين إلى أن القرني هو أيضاً تقدم بشكوى إلى وزارة الثقافة والإعلام يطالب فيها بسحب كتاب «هكذا هزمت اليأس» والاعتذار له. وقال الصحافي عبد العزيز العصيمي، ل«الحياة»: «إن عدداً من الباحثين قام بفحص كتاب سلوى العضيدان «هكذا هزمت اليأس». واكتشفوا أن معظمه منقول من كتب ومؤلفات الشيخ عائض القرني، وبخاصة من كتب مثل «ثلاثون سبباً للسعادة»، «حدائق البهجة»، «لا تحزن» و «مفتاح النجاح»، موضحين، بحسب العصيمي، أن العضيدان «نقلت عن كتب القرني نقلاً حرفياً، وأنها سطت على مؤلفات القرني لا العكس، وقالوا إنهم وإنصافاً للحق وبياناً للحقيقة، قاموا بعمل جدول يظهر النقل الحرفي للكاتبة من كتب الشيخ وأرقام الصفحات وعناوين الأبواب، مطالبين بالرجوع إلى كتب القرني وأرقام الصفحات المنقول عنها، ومقارنتها بما ورد في كتاب «هكذا هزمت اليأس». وأشار هؤلاء الباحثين إلى أن نقل العضيدان جاء في أكثر من طريقة، مرة بالتقديم والتأخير في الفقرات، وتارة أخرى عبر تحرير بسيط، أو النقل بتصرف. وقال العصيمي، إن مصدراً مقرباً من الكاتبة «طلب الدكتور عائض القرني مبلغ مليوني ريال، في مقابل التنازل عن القضية التي رفعتها الكاتبة، وهو الأمر الذي رفضه الداعية». من جهته أوضح الدكتور عبدالعزيز قاسم «إن عائض القرني أكبر من ادعاءات الأخت سلوى العضيدان»، لافتاً إلى أن «هناك من يود الشهرة على حساب المشاهير، وفعلاً تحقق للعضيدان ذلك».وأضاف أن القرني «موسوعة فعلاً، ومن جالسه يعرف كيف هي محفوظاته وحكمه وطرائفه، التي يستحضرها من ذاكرة متخمة بالأحداث والقراءات، فهو ليس بحاجة أبداً لأن يسرق، وربما كان من وقع الحافر على الحافر، وهو ما توهمته الأخت سلوى». وقال قاسم: «أعان الله عائض القرني، وستسمعون قريباً غير الأخت سلوى بأن هناك من يدعي أنه سرق منه، وعليه لا بد أن يوطن نفسه على مثل هذه الإشكالات، فهو قدر المشاهير». ولم تسطو العضيدان، تبعاً لما أدلى به العصيمي، على القرني فقط، إنما على أحد كتب الصحافي والناشر أحمد سالم بادويلان صاحب دار «طويق»، الذي صدر قبل كتاب «هكذا هزمت اليأس». وأشار الباحث مراد الخليدي إلى أن الكتابين يتحدثان عن موضوع واحد، «اليأس»، «لذا كان من الطبيعي جداً أن يوجد تشابه في محتواها لتشابه الموضوع، فكلا الكتابين يحتويان على قصص لمشاهير تغلبوا على اليأس وحققوا نجاحاً في حياتهم، إضافة إلى مجموعة من الأقوال لعدد من المشاهير، مستدركاً: «لكن الغريب والعجيب أن نجد أن صاحبة كتاب «هكذا هزموا اليأس»، تدعي بأن كتاب الدكتور عائض القرني هو نسخة من كتابها وكأن هذه القصص والأقوال الواردة في الكتاب حكراً عليها، ولا يحق لأحد أن يستشهد بها، في حين أنها ليست من بنات أفكارها فقد نقلتها هي أصلاً من هنا وهناك»، متسائلاً: «ما الحقوق الفكرية التي قام الدكتور عائض بالسطو عليها من كتاب «هكذا هزموا اليأس»؟ أضاف: «في الحقيقة إن كتاب «هكذا هزموا اليأس» مجرد إعداد وجمع وترتيب، أي انه لا يحتوي على بنات أفكار للكاتبة وإنما مادة مجمعة من المواقع الالكترونية والمنتديات، إضافة إلى بعض الكتب والتي من ضمنها كتب الشيخ عائض القرني مثل كتاب «لا تحزن» و «حدائق ذات بهجة» و «مفتاح النجاح» و «ثلاثون سبباً للسعادة»، وقامت الكاتبة بالنقل حرفياً من هذه الكتب لأكثر من صفحة وفي مواضع متفرقة من دون الإشارة إلى ذلك». وأوضح الدكتور واصف الأحمد أن العضيدان سبقت القرني في النقل، وأن الفضل لصاحب كتاب «لا تحزن». وأشار إلى أن الباحث المدقق «يجد مواضع غير قليلة قامت الكاتبة سلوى بقصها حرفياً من كتب الشيخ، حتى وصل الأمر في بعض المقطوعات الشعرية أن أخذتها بأخطائها المطبعية وعلامات الترقيم وتقسيماتها العروضية بخطئها»، مؤكداً أن الكاتبة العضيدان لا تعرف أصول التوثيق، «علاوة على ذلك فإنها لم تلتزم بترتيب المراجع بالشكل الصحيح، فأي توثيق ذلك الذي تتحدث عنه؟». إلى ذلك يبقى قرار الحسم في يد إدارة حقوق المؤلف في وزارة الثقافة والإعلام، التي لم تفصل في الأمر بعد، ولعل ذلك لن يطول كثيراً، بخاصة أن أحد أطراف القضية شخصية تتمتع بشعبية عريضة.