تنتظم هذه الأيام حركة استعدادات مكثفة في الطائف تأهباً لقرب انطلاق الحدث السنوي الأهم فيها «مهرجان الورد» في الخامس من شهر جمادى الأولى المقبل الذي بات محل انتظار واهتمام عدد كبير من أهالي المحافظة وزوارها. وتسعى المحافظة السياحية ولجان التنشيط السياحي وهيئة السياحة إلى الوصول بالمهرجان إلى العالمية، لما يشكله «الورد الطائفي» من خاصية لا توجد إلا في مزارع الطائف، خصوصاً في منطقتي الهدا والشفا. وأعلنت اللجنة المنظمة ل«المهرجان» الانتهاء من الاستعدادات كافة لإطلاق المهرجان الذي يحمل شعار «عطرك ورد» بهدف زيادة التعريف بالورد كأحد أهم المنتجات الزراعية ليس في الطائف فحسب بل على مستوى السعودية، إذ تم تجهيز موقع المهرجان في حديقة الملك فيصل النموذجية، ليستوعب الأعداد الكبيرة المتوقعة من السياح والزوار الذين سيقبلون على البرامج والفعاليات المتنوعة للمهرجان، كما تم توفير كل الخدمات المساعدة على تسهيل أمور المرتادين. إلى ذلك، بدأت نحو 600 مزرعة للورد منتشرة في مناطق الهدا والشفا ووادي محرم وجنوب الطائف والحوية والسيل وغيرها التجهيز للمهرجان منذ أكثر من شهر، في الوقت الذي يعكف فيه بعض المزارعين على كيفية تسويقه على أشكال ورود مختلفة في الأسواق المحلية، فيما يعمل البعض الآخر على استخراج مائه وعطره في المعامل المنشأة لهذا الغرض. وعن مراحل زراعة الورد ومتابعته، وقطفه واستخراج مائه ودهنه وصولاً إلى تقطير عطره، قال ل «الحياة» مالك إحدى مزارع الورد في الطائف خالد كمال: «تكون البداية بزراعة الشتلات التي تحدث عادة في فصل الربيع، ويبدأ بعد ذلك التشذيب حتى يتسنى للمزارع جني ثمار الورد بسهولة، وتستمر عملية الري بعد التشذيب في فصل الربيع إلى نهاية فصل الصيف، فيما يبدأ موسم قطف الورد مع بداية دخول فصل الصيف في نهاية شهر آذار (مارس) وأوائل شهر نيسان (إبريل)، ويستمر القطف مدة تتراوح بين 35 و45 يوماً، تختلف باختلاف توالي الفصول الأربعة إذ تتأخر مدة بداية القطف في كل سنة من 10- 15 يوماً، وتتم عملية جني الورد بالطريقة التقليدية (يدوياً) في الصباح الباكر أثناء تفتحه». وأشار كمال إلى أن صناعة ماء وعطر الورد الطائفي ل«التولة» الواحدة تتم من خلال وضع ما بين 18 - 20 ألف وردة في إناء خاص بطبخ الورد (التقطير) وإشعال النار تحته فيتجمع البخار الناتج من الطبخ ويخرج من أنبوب في غطاء القدر إلى إناء يحوي ماء لتبريد البخار، حيث «يتكثف» ومن ثم تخرج قطرات إلى ما يسمى «التلقية» وهى عبارة عن زجاجة ذات عنق سعتها من 20 - 35 لتراً. وأضاف أنه في حال وفرة المحصول من الورد يكون إنتاج العطر بين 20 - 30 ألف تولة سنوياً لجميع معامل الطائف، أما طريقة استخراج ماء الورد فتتم بعد إحضار ثمرة الورد إلى المصنع ووضعها داخل قدور من النحاس أو «الاستيل»، فتضاف إليها كمية من الماء العادي أو من ماء الورد المسمى «العروس» المستخرج من ثمرة الورد في العام السابق، وذلك في اليوم الأول من بداية استخراج ماء الورد وعطره وبعد ذلك يغلق غطاء القدر تماماً وتوقد تحته نار هادئة ويخرج من أعلى القدر أنبوب يمر بحوض به ماء بارد لتكثيف البخار، وبالتالي يخرج التقطير في القارورة الأولى، ويسمى ما يتم جمعه في هذه القارورة ماء العروس الذي يطفو على سطحه دهن الورد، ليتم سحبه هو الآخر. وأضاف: «في اليوم الثاني يتم وضع الورد في القدر ويضاف إليه ما تم استخراجه من ماء الورد في اليوم الأول ويطبخ مرة أخرى ويتم تقطيره كما تم في اليوم الأول وهكذا حتى ينتهي موسم قطف ثمار الورد».