استعدت واشنطن أمس للدخول في «مرحلة جديدة» للمهمة في ليبيا بعد الاتفاق على تكليف حلف شمال الأطلسي (الناتو) زمام القيادة العسكرية «بكل مظاهرها» (حظر بري وجوي)، كما أكد مسؤول أميركي، فيما اعتبرت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي تولّت التفاوض حول الاتفاق، أن المهمة نجحت في وقف نظام معمر القذافي من ارتكاب كارثة إنسانية في بنغازي. وفي ضوء تباين في التصريحات بين أعضاء «الناتو» حول نوع الضربات التي قد ينفّذها الحلف، ومع اعتراض تركيا وألمانيا على دخوله بأي مهمات خارج نطاق التفويض الممنوح في القرار الدولي 1973، أعلن مسؤول أميركي رفيع المستوى التوصل إلى «اتفاق سياسي» الخميس بين الدول ال 28 الأعضاء كي يقود الحلف ولبضعة أيام كل العمليات العسكرية في ليبيا، وليس فقط منطقة الحظر الجوي. وقال هذا المسؤول الكبير في الإدراة الاميركية مفضّلاً عدم كشف هويته، إن «الحلف الأطلسي توصَّل إلى اتفاق سياسي كي تُدْرَجَ ضمن مهمته وقيادته جميعُ المظاهر الأخرى» في القرار الدولي 1973. وأضاف أن الاستشارات مستمرة حول التفاصيل و «يجب أن نقر الخطة العملانية النهائية، وهذا ما سيحصل خلال نهاية الأسبوع، ثم سننفذها». وأوضح: «لكن المسألة الرئيسية في هذه القضية هي الاتفاق السياسي». ويتعارض هذا التصريح مع التصريح الذي أدلى به الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن في وقت سابق عن «عمليتين»، بحيث يتولى الحلف الأطلسي الإشراف على منطقة الحظر الجوي، وأن تبقى الأمور الأخرى، وخصوصاً الضربات على الأرض، من نصيب الائتلاف الدولي الحالي. وأشار المسؤول إلى أن الاختراق السياسي حصل خلال محادثات هاتفية الخميس بين وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وثلاثة من نظرائها: الفرنسي ألان جوبيه والتركي أحمد داود أوغلو والبريطاني وليام هيغ. وكان أوغلو أعلن بعد المحادثات الهاتفية، أن الحلف الأطلسي سيتولى قيادة العمليات العسكرية للائتلاف الدولي في ليبيا. وقالت كلينتون بدورها، إن القوات الموالية لمعمر القذافي رُدّت على أعقابها لكنها ما زالت تشكل خطراً على الشعب الليبي. ونوهت في رسالة موجهة إلى الداخل الأميركي، وخصوصاً الكونغرس، الذي صعّد نبرته المطالِبة البيتَ الأبيض بإيضاحات حول التدخل، إلى أنه أمكن تفادي كارثة إنسانية في بنغازي معقل الثوار، وان القوات الجوية والدفاعات الجوية للقذافي أصبحت الآن غير فعالة إلى حد كبير. وأقرت كلينتون بالدور الرئيسي للولايات المتحدة في الأيام الأولى للعملية العسكرية، لكنها قالت إنه حدث تراجع كبير في عدد الطائرات الأميركية التي تقوم بطلعات مع زيادة الطلعات التي تقوم بها البلدان الأخرى. وقالت: «اليوم سننتخذ الخطوة التالية، وقد اتفقنا مع حلفائنا في حلف شمال الاطلسي على نقل القيادة والسيطرة لمنطقة الطيران المحظور إلى حلف الأطلسي». وأضافت أن «كل الحلفاء الثمانية والعشرين فوّضوا الآن السلطات العسكرية وضْعَ خطة عمليات لحلف الأطلسي للقيام بمهمة أوسع لحماية المدنيين. وحلف الاطلسي في وضع جيّد لتنسيق هذه الجهود الدولية». ووصفت الوزيرة الاتفاق بأنه «مرحلة جديدة». وتستعد كلينتون للتوجه إلى لندن الثلثاء المقبل للاجتماع بمجموعة الاتصال السياسي حول العملية العسكرية في ليبيا. وقال الناطق باسم الوزارة مارك تونر، إن الأزمة الليبية وتطبيق قرارات مجلس الأمن، وكذلك الحاجات الإنسانية لضحايا النزاع ستطرح خلال هذا الاجتماع في العاصمة البريطانية.