وصل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى الرياض أمس، في محاولة أميركية جديدة لحل أزمة قطر مع الدول المقاطعة لها، وكان تيلرسون أكد في تصريحات قبل وصوله إلى السعودية أنه لا يتوقع «أي حل قريب للأزمة». ويُتوقع أن يبدأ تيلرسون اجتماعاته الرسمية بلقاء وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ويستقبله اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان. ويُنتظر أن يتوجه تيلرسون إلى قطر بعد انتهاء زيارته الرياض. وتشمل جولته الخارجية التي تستمر حتى 27 تشرين الأول (أكتوبر) الهند وباكستان. وفي البحرين، قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، أن سجون قطر تضم «أحرار العرب الذين تم تغييبهم من دون محاكمات»، وأكد أن السجناء في بلاده هم «مجرمون ويقضون فترات في الحبس بعد أحكام قضائية صدرت ضدهم». وأكد آل خليفة في تغريدات عبر حسابه في «تويتر» أمس: «من في السجن في البحرين هم مجرمون يقضون أحكامهم بحكم قضائي، بعكس قطر التي تمتلئ سجونها بأحرار العرب الذين غيبوا في السجن ظلماً ومن دون محاكمة... سجن جو (المركزي) يعمل وفقاً للمعايير العالمية بشهادة المنظمات الدولية، ويخضع لإشراف دائم ومستمر من وزارة الداخلية وآليات حقوق السجناء والمحتجزين». وشدد على أن «أزمة قطر لا تقوم فقط على أعمالها المشينة وتآمرها على أشقائها، بل أيضاً على وضعها الاجتماعي المزري القائم على الظلم والقهر والعنصرية... الجزيرة قناة تعكس بكل أمانة سياسة قطر القائمة على التزوير وتزييف الحقائق والوقائع في شكل فج، وما أكاذيبها الأخيرة عن سجن جو إلا خير مثال». إلى ذلك، قالت مصادر ل «رويترز» أن أزمة قطر الديبلوماسية «أجّلت بيع شركة ملاحة تملك الدوحة حصة فيها»، في إحدى أحدث الإشارات إلى نشوء تداعيات على الشركات تواجهها الدوحة، بعد أن قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الديبلوماسية والتجارية وطرق النقل معها في حزيران (يونيو) الماضي، متهمة الدوحة بدعم الإرهاب. وأضرت الأزمة بالقطاع المالي في قطر مع سحب بنوك في دول عربية مجاورة بلايين الدولارات من المصارف القطرية، وتوجد حالياً دلائل على أن إبرام الصفقات في المنطقة يواجه مصاعب أيضاً، وقطر أكبر مساهم في «الملاحة العربية المتحدة»، وهي شركة خليجية تسيّر خطوط نقل ملاحية، تليها السعودية. وكانت الشركة اندمجت مع «هاباج لويد» الألمانية في أيار (مايو) ليتمخض عن الاندماج خامس أكبر مجموعة لشحن الحاويات في العالم. ومن المقرر بيع «الشركة العربية المتحدة لناقلات الكيماويات»، التي تتخذ دبي مقراً، والتي تمتلك «شركة الملاحة العربية المتحدة» أكبر حصة فيها، كجزء من شروط الاندماج. وفي ما يخص قطر، تقع مسؤولية بيع «العربية المتحدة لناقلات الكيماويات» على عاتق جهاز قطر للاستثمار. لكن المصادر تقول: «كي تحقق أي عملية تقدماً، سيحتاج مجلس إدارة العربية المتحدة لناقلات الكيماويات إلى مناقشة الأمر مع الشركاء السعوديين، وهو الأمر الذي لا يحدث».