استطاعت ثورة 25 يناير أن تغير كل شيء في مصر، فمثلما ساهمت في تغيير النظام تمكنت أيضاً من أن تغير الخريطة الدرامية لشهر رمضان المقبل، بعدما توقف تصوير مسلسلات وتأجلت أخرى، ما أجبر عدداً من النجوم على تخفيض أجورهم التي كانت تعد «خيالية». كما علت أصوات تحذّر من تأثير الثورة السلبي على الدراما، ومنها المنتج هشام شعبان الذي لم يخفِ قلقه مما يحدث على صعيد الدراما. إذ يقول: «الإنتاج الدرامي في حال يرثى لها، إذ يمر الآن بأزمة كبيرة، فنحن كإنتاج نشعر بالقلق حيال تعاقدنا مع القنوات الفضائية، وبصراحة نخشى استكمال أعمال لم تسوّق بعد. وفي هذه الحال سنتعرض للكثير من الخسائر، خصوصاً ان الوقت ليس كافياً لاستكمال تصوير المسلسلات بعدما توقف شهرين كاملين، ولم يبق قبل شهر رمضان سوى أربعة أشهر. ولا أعتقد أن هذا الوقت كافٍ لانتهاء التصوير حتى لو استكملناه في رمضان». ولا يتفق كاتب السيناريو وليد يوسف مع كلام شعبان، اذ يقول: «الأحداث الأخيرة وثورة 25 يناير ستنعش الدراما المصرية؛ وسيكون هناك الكثير من الأعمال الدرامية الناجحة، التي ستتناول هذه اللحظات التاريخية التي تحدث الآن في مصر. ربما لن يكون الانتعاش وليد الساعة، لكنني أتوقع حدوثه وأراهن على ذلك». ويؤيد المنتج إسماعيل كتكت رأي يوسف، ويقول: «سيكون هناك انتعاش في الدراما المصرية في الأيام المقبلة. صحيح ألغيت مسلسلات كثيرة أو تأجلت، ولكن في المقابل هناك أعمال كثيرة تتناول الفساد وما تدعو إليه الثورة ولو في شكل غير مباشر. كما ستكون هناك أعمال تنتج خصيصاً من أجل شباب هذه الثورة لأنهم أبطال يجب أن نتحدث عنهم». ويشير المنتج صفوت غطاس الى استكماله تصوير مسلسل «فرقة ناجي عطاالله» الذي سيجسد بطولته الفنان عادل إمام، بعد تسويق المسلسل الى أربع قنوات فضائية، إضافة إلى التلفزيون المصري. ويقول: «لا أنوي تخفيض نفقات هذا العمل؛ لأنه عمل ضخم، ويستحق أن تكون موازنته عالية». في المقابل، قرر المنتج أحمد الجابري تأجيل تصوير مسلسله «النيل الطيب» (بطولة محمود حميدة)، مبرراً ذلك بأن «الإنتاج في الوقت الحالي لعبة خاسرة»، ويضيف: «اعتدنا بداية كل عام أن نتلقى عروضاً من القنوات الفضائية لشراء الأعمال التي ننتجها. لكن هذا لم يحدث هذا العام بسبب المستجدات، خصوصاً ان القنوات تخشى شراء مسلسلات في هذه الظروف؛ وربما وجهة نظرها سليمة؛ لأننا إذا لم نبدأ التصوير الآن، فلا أعتقد أننا سنلحق الموسم الرمضاني المقبل». ويرى الناقد محمد الشافعي ان «سوق الدراما المصرية ستتأثر بالأحداث الأخيرة»، ويقول: «أعتقد أن التأثير السلبي لن يدوم، لأن الثورة سيكتب لها الكثير من الأعمال البارزة، والتي ستؤرخ لتلك الفترة. أما بالنسبة الى موسم رمضان فأعتقد أنه سيشهد انخفاضاً في كمّ المسلسلات. وهذا الأمر سيكون ناجحاً جداً ومريحاً بالنسبة الى المشاهد؛ لأنه بحاجة إلى التركيز في أعمال محددة، بعيداً من التشتيت الذي كان يحدث في السنوات الماضية». ويتفق معه الناقد رفيق الصبان، إذ يقول: «شهر رمضان سيشهد فقراً في الدراما من حيث الكمّ. وأعتقد أن هذا الأمر جيد؛ لأن ما حدث في السنوات الماضية كان مخجلاً جداً؛ وكأن الدراما تحولت إلى تجارة ربحية لا أكثر ولا أقل، بعيداً من الفن الجميل. هذا الأمر لن يتكرر بعد ثورة 25 يناير التي استطاعت أن تهب برياح التغيير على القطاعات والفنون والثقافة، وأن تغير كل شيء للأفضل».