واشنطن - «نشرة واشنطن» - يُتوقع أن تبدأ الطائرات العمل باستخدام وقود مصنوع من الذرة وأنواع أخرى من الوقود البيولوجي. وسيؤدي هذا إلى ظهور صناعات وخبرات تقنية جديدة وفرص لإحداث تأثير كبير في خفض الانبعاثات العالمية لغازات الاحتباس الحراري، وهو ما تسعى إليه الولاياتالمتحدة والبرازيل معاً. وأطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيسة البرازيلية ديلما روسيف خلال زيارة الأول أكبر دولة في أميركا اللاتينية الأسبوع الماضي، خطة استراتيجية للطاقة لتطوير احتياط البرازيل من النفط الخام المكتشف حديثاً، والمضي قدماً في تطوير مصادر بديلة للطاقة. وتدعو الخطة إلى إقامة شراكة جديدة بين وزارة الطاقة الأميركية ووزارة المناجم والطاقة البرازيلية، للمساعدة في تسهيل تسويق واسع النطاق للوقود البيولوجي في قطاع الطيران. وقال أوباما: «إذا تمكنا من البدء في تقاسم هذه التكنولوجيات الجديدة وزيادة الاستثمارات الخاصة من شركات الأعمال، فسيصبح في إمكاننا تنمية اقتصاداتنا وتنظيف بيئتنا عبر صنع منتجات الطاقة النظيفة واستخدامها وتداولها في كل أنحاء العالم». وتُعتبر البرازيل رائدة عالمية في الوقود البيولوجي، فأكثر من نصف السيارات في البلاد تعمل على الايثانول المصنوع من قصب السكر حالياً، إضافة إلى الاعتماد على نظام الطاقة الكهرومائية في البلاد، ما يعني أن النفط المكتشف قبالة الساحل البرازيلي يمكن تصديره إلى الخارج، لا سيما إلى الولاياتالمتحدة. وأكد أوباما أن الولاياتالمتحدة مستعدة لمساعدة البرازيل على تطوير احتياطها النفطي الكبير، وقال: «عندما تصبحون مستعدين لبدء البيع، نريد أن نكون أحد أفضل زبائنكم»، مشيراً إلى أن مشتريات هذا النفط «لن تكون سوى حل قصير الأجل، إذ إن الحل الوحيد على المدى الطويل لاعتماد العالم على الوقود الأحفوري هو تكنولوجيا الطاقة النظيفة، ولهذا السبب تقوم الولاياتالمتحدة والبرازيل بتعميق تعاونهما في الوقود البيولوجي». وكانت الطاقة وتغيّر المناخ مدرجين على جدول أعمال الرئيس الاميركي في زيارته تشيلي، المحطة التالية لجولته في أميركا اللاتينية. وأفاد أوباما والرئيس التشيلي سباستيان بنييرا بأنهما سيوسعان تعاونهما في إطار «شراكة الطاقة والمناخ في الأميركتين» عبر افتتاح مركز جديد للبحوث يركز على ذوبان الكتل الجليدية في جبال الأنديز. وسيكون المركز بقيادة علماء من التشيلي ويحصل على دعم من الولاياتالمتحدة للمساعدة في التخطيط لموارد المياه المتناقصة في الدول التي تعتمد على الكتل الجليدية. وفقدت الكتل الجليدية في جبال الأنديز 20 في المئة من حجمها منذ عام 1970، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وفقاً للبنك الدولي. ويقول العلماء إن استمرار تراكم غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوّي يساهم في زيادة هذا الذوبان. وتستخرج الإكوادور نصف احتياجاتها من المياه من حوض الكتل الجليدية، وتستخدم منه لاباز في بوليفيا نحو ثلث إمداداتها، لذلك فإن اختفاء الكتل الجليدية يشكل مصدر قلق متزايداً في المنطقة. وفي ظل شراكة الطاقة والمناخ للأميركتين، تقدم وزارة الطاقة الأميركية الدعم التقني لمساعدة تشيلي في تطوير «مركز للطاقة المتجددة» الذي سيستخدم كمركز إقليمي لتكنولوجيات الطاقة الشمسية والرياح والأمواج والطاقة الحرارية الأرضية، كما تعمل مع تشيلي على تطوير محطتين كهربائيتين كبيرتين تعملان بالطاقة الشمسية في الصحراء (شمال البلاد)، ويخطط البلدان أيضاً لتعزيز تكنولوجيا الطاقة الحرارية الأرضية. وأعلنت الدولتان عن إنشاء «مجلس الأعمال للطاقة»، منظمة ستحدد فرص الأعمال والاستثمار في كلا البلدين.