توقع مبعوث منظمة الأمن والتعاون الأوروبية لأوكرانيا الديبلوماسي الألماني فولفغانغ إيشينغر سير الانتخابات الرئاسية في شكل «شبه طبيعي» الأحد المقبل، باستثناء قسم من شرق أوكرانيا يشهد حركة انفصالية موالية لروسيا. وتعتزم المنظمة الأوروبية إرسال حوالى ألف مراقب للانتخابات، لكن وجود هؤلاء قد لا يفيد كثيراً في مساعدة سكان الشرق، حيث أكدت اللجنة الانتخابية إن حوالى مليوني من 36 مليون ناخب قد يحرمون من المشاركة في مدينتين دونيتسك ولوغانسك فقط. وقال إيشينغر لإذاعة «داتشلاندفونك» الألمانية: « لن تجري الانتخابات في نسبة 10 في المئة من مدن البلاد. ونعتبر في هذه الظروف أن مجرد تنظيم الانتخابات أمر جيد، لأن نتائجها ستجعل من الصعب جداً وصف معارضي كييف الحكومة والرئيس اللذين سينتخبان بأنهما غير شرعيين». لكن الديبلوماسي الألماني حذر من أن «لا مجال لتوقع حل الانتخابات كل المشاكل، فالواقع أنها لن تحمل الانفصاليين على إلقاء السلاح، لكنني أظن أنها ستكون خطوة مهمة كي نتوصل يوماً ما إلى حل تفاوضي وإسكات السلاح». وتوقع سكان موالون لسلطات كييف في شرق أوكرانيا حصول مشاكل كبيرة في يوم الانتخابات «لأن الانفصاليين يريدون منع تنظيم الانتخابات». وقال أولكسندر موسيتشوك، الكاهن في ضاحية ماكيفكيا في دونيتسك: «سأحاول بكل الطرق أن أدلي بصوتي، ولو أنني لا أعلم أين ولا كيف». وأضاف: «لدينا سيارة روسية الصنع لا تزال تعمل، ونحن مستعدون للقيادة ساعتين أو حتى ثلاثاً للتصويت». وصرح بافلو كوسوفليف، وهو أب لطفلين يقيم في دونيتسك: «قد تكون مجازفة، لكنني سأصوت لأنه حقي. أريد أن تكون بلدنا موحدة وذات سيادة»، فيما أكدت آلا موسكاليتس أنها خائفة من التصويت في ظل افتقاد البلاد السلطة، لكنه الأمل الأخير قبل الحرب الأهلية». وكانت لجان انتخابية محلية حذرت من أنها عاجزة عن ضمان سلامة الاقتراع والناخبين، في وقت باتت المواجهات المسلحة أمراً معتاداً في كبرى مدن شرق البلاد، وتتحدث وسائل الإعلام عن عمليات قتل وخطف وأعمال عنف أخرى وتهديد، بينما يحاول الجيش الأوكراني طرد الانفصاليين الذين يسيطرون على أكثر من 12 مدينة وبلدة في الشرق. وقال سيرغي تشاتشينكو، مسؤول اللجنة الانتخابية في دونيتسك: «لا أستطيع أن أضمن أبداً سلامة 3.5 ملايين ناخب». وسأل: «كيف يمكن تنظيم اقتراع يتمتع بصدقية في وقت تسيطر عناصر ميليشيات على مراكز يفترض أن يتم التصويت فيها، وتدمير معدات وتهديد مسؤولين، ما اضطر بعضهم إلى الاختباء»؟ علماً بأن تشاتشينكو يمضي معظم وقته متحصناً داخل فندق وأرسل عائلته إلى مكان بعيد وآمن. أما ألكسندر بوروداي، الذي نصّبه الانفصاليون رئيساً لوزراء «جمهورية دونيتسك»، فاستبعد نهائياً تنظم انتخابات في المدينة، وقال: «لا ضرورة لممارسة ضغوط على أي أحد ليمتنعوا عن التصويت»، معتبراً أن أوكرانيا «دولة فاشلة». إلى ذلك ينتقد خبراء افتقاد الانتخابات الوجوه الجديدة، كون معظم المتنافسين وزراء أو رؤساء حكومة خلال السنين العشر الأخيرة، بينما تراجعت شعبية المرشحين القوميين المتطرفين، بعدما كانت حركاتهم في مقدمة حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس السابق الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش. والمرشح الأوفر حظاً للفوز هو بيترو بيروشنكو الذي كان وضع ثروته الطائلة في خدمة محتجي ساحة ميدان بين تشرين الثاني (نوفمبر) وشباط (فبراير) الماضيين. ولخص برنامجه بجملة واحدة هي «وضع حد خلال ثلاثة اشهر للأزمة مع روسيا». منطقة البلطيق في أول مواجهة لها مع القوات الروسية خلال تنفيذها دوريات في أجواء البلطيق رداً على أزمة أوكرانيا، اعترضت مقاتلات بريطانية من طراز «تايفون» مروحية عسكرية روسية من طراز «كي إي 27» خلال تنفيذها طلعة تدريبية في المجال الجوي لبحر البلطيق قرب حدود لاتفيا. وانطلقت المروحية الروسية من سفينة حربية روسية في المياه الدولية من دون أن تعرّف عن نفسها أو تتواصل مع المراقبين الجويين. وكانت بريطانيا نشرت أربع مقاتلات «تايفون في قاعدة جوية بليتوانيا مطلع الشهر الجاري، لتعزيز دوريات منظمة الحلف الأطلسي (ناتو) في المنطقة. وكانت سفينة حربية بريطانية رافقت حاملة طائرات روسية في القناة الإنكليزية في وقت سابق من الجاري، فيما اعترضت مقاتلات بريطانية طائرات استطلاع روسية الشهر الماضي شمال إسكتلندا. إلى ذلك، نقلت مجلة «دير شبيغل» الألمانية عن وثيقة للجنة التخطيط الدفاعي في «الأطلسي»، أن «الحلف سيواجه صعوبات في الدفاع عن دول البلطيق في مواجهة أي اعتداء روسي بوسائل تقليدية»، مشيرة إلى قدرة روسيا على «تشكيل تهديد عسكري محلي أو إقليمي في وقت قصير». وأرسلت الولاياتالمتحدة 600 جندي إلى دول البلطيق الثلاث، أستونيا ولاتفيا وليتوانيا، إضافة إلى بولندا، للمشاركة في تدريبات لتعزيز وجود الحلف في شرق أوروبا.