ردت حركة «حماس» على مطالبة مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات بالاعتراف بإسرائيل، بأن «زمن الاعتراف بها ولى، وحان وقت مسحها عن الوجود». وجاء تصريح غرينبلات خلافاً لموقف سابق له، إذ قال خلال اجتماع مع عدد من الشخصيات الفلسطينية في رام الله قبل نحو شهرين، بينها شخصيات محسوبة على «حماس»، إن الولاياتالمتحدة «لا تمانع في فتح قناة تواصل مع الحركة» التي تصنفها «إرهابية». وأكد قيادي في «حماس» هذه المعلومات ل «الحياة». ورداً على تصريحات غرينبلات، قال رئيس «حماس» في قطاع غزة يحيى السنوار: «لا أحد لديه القدرة على انتزاع اعترافنا بالاحتلال، ومسألة اعترافنا بإسرائيل ولى زمنها، واليوم نتحدث عن متى سنمسحها من الوجود». وأضاف السنوار، خلال لقائه عشرات المواطنين في غزة أمس، أن قائد «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، محمد الضيف، قال له إنه «إذا فكر العدو بارتكاب حماقة ضد شعبنا ومقدساتنا، فإننا سنكسر جيشه كسراً لا تقوم له بعده قائمة»، مضيفاً «وإذا قال الضيف فقد صدق». ودافع السنوار عن «حماس» في وجه الاتهامات الأميركية والإسرائيلية التي تعتبرها حركة «إرهابية»، وقال: «لم نكن يوماً حركة إرهاب، نحن مقاتلون وثوار من أجل حرية شعبنا، نقاتل الاحتلال وفق قواعد القانون الدولي الإنساني، فلا أحد في الكون يستطيع نزع سلاحنا، بل سنواصل امتلاك القوة لحماية شعبنا». ووصفت «حماس» في بيان أمس، تصريحات غرينبلات بأنها «تدخل سافر في الشؤون الفلسطينية الداخلية (...) تهدف إلى وضع العصي في دواليب المصالحة»، فضلاً عن كونها «محاولات للابتزاز وانحيازاً لمصلحة المواقف الإسرائيلية». وكان غرينبلات عقّب على اتفاق المصالحة بقوله: «إذا كانت حماس معنية بأي دور في حكومة فلسطينية، فيجب عليها أن تقبل بمبادئ اللجنة الرباعية، وهي أن أي حكومة فلسطينية يجب أن تلتزم التزاماً لا لبس فيه نبذ العنف والاعتراف بدولة إسرائيل وقبول الاتفاقات والالتزامات السابقة» الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية. ورحبت إسرائيل بحرارة بالموقف الأميركي من المصالحة الفلسطينية، الذي أقرته الحكومة المصغرة الثلثاء الماضي والقاضي أساساً بوجوب اعتراف «حماس» بإسرائيل وتطبيق سائر شروط اللجنة الرباعية الدولية قبل استئناف أي مفاوضات مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية المتوقع تشكيلها في غضون أشهر قليلة. وأقر مسؤولون إسرائيليون بأن غرينبلات حرر رئيس الحكومة ووزراءه المتشددين من أعصاب مشدودة. ووصف وزير شؤون الاستخبارات يسرائيل كاتس تصريحات غرينبلات بأنها «رد واضح على جميع أنبياء الغضب» الذين توقعوا ضغطاً أميركياً على إسرائيل، وقال: «ها هي الولاياتالمتحدة تدعم قرار الحكومة المصغرة عدم الاعتراف بهذه المصالحة وعدم إجراء أي مفاوضات حتى تتخلى حماس عن سلاحها». كما أشاد زعيم المستوطنين وزير التعليم نفتالي بينيت بالبيان الأميركي، الذي يطالب «الحكومة الفلسطينية بنزع سلاح المنظمات الإرهابية والاعتراف بإسرائيل». وتوصلت حركتا «فتح» و «حماس» إلى اتفاق مصالحة برعاية مصرية في القاهرة في 12 الشهر الجاري من المفترض أن ينهي عقداً من القطيعة بينهما، ويتم بموجبه تشكيل حكومة وحدة وطنية، فيما تواصل حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية برئاسة رامي الحمدالله تسلم مسؤولياتها في قطاع غزة بموجب الاتفاق.