توعد «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم في السودان بسحق المعارضة وشباب يناهضون السلطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، في حال تظاهروا للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس عمر البشير. وتحدى المعارضة التي وصفها ب أنها «ميتة تستقوي بالآخرين»، مؤكداً أنها لن تهز فيه «رمشة عين» ولن تحرك مواقفه «قيد أنملة». وحذر نائب رئيس «المؤتمر الوطني» في ولاية الخرطوم محمد مندور المهدي، المعارضة وناشطين مناهضين للحكم من محاولة التظاهر، مؤكداً أن ما يكتبونه على صفحات الإنترنت «لن يغير شيئاً». وقال لأعضاء حزبه: «القوى السياسية ميتة شيعتم جثامينها عندما أرادت مقاتلتكم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة... المعارضة تريد أن تعيد الكرة على الحكومة وتستقوي بالآخرين على أهل هذه البلاد». وطالب أنصار الحكومة بالدفاع عن البلاد، قائلاً: «أنتم مجاهدون، ولن تستطيع قوة في الأرض أن تقف أمامنا... من يقف أمامنا سنسحقه سحقاً وننتهي منه في هذه الأرض. من يرد أن يواجهنا فليواجهنا وصدورنا خارجة من ملابسنا». إلى ذلك، اتهم جيش جنوب السودان أمس قوات الشمال بقصف أراضيه وانتهاك اتفاق السلام قبيل استقلال الجنوب في تموز (يوليو) المقبل. وقال الناطق باسم الجيش الجنوبي فيليب اغوير إن «طائرة من طراز انطونوف روسية الصنع تابعة لجيش الشمال قصفت منطقتين غرب منطقة راجا في ولاية بحر الغزال» القريبة من دارفور. وأضاف أنها «أسقطت قنابل بين قرية وقاعدة للجيش الجنوبي ولم يسفر القصف عن سقوط قتلى أو جرحى». وأكد أنه «ليس هناك أي متمردين من دارفور في هذه المنطقة وعلينا أن نسأل الشمال لماذا يشنون هذه الهجمات... دارفور متاخمة لهذه الولاية لكن الحدود بعيدة»، مشيراً إلى أنهم لا ينوون الرد على هذه الهجمات. وأضاف: «نحتج فقط على هذه الهجمات ونطلب منهم ألا يتكرر ذلك أبداً». واتهم جيش الشمال في وقت سابق الجنوب بمساعدة المتمردين في دارفور، وهو أمر ينفيه الجنوب في شدة. وفي مطلع آذار (مارس) الجاري، تحدث مسؤولون جنوبيون عن وجود وثائق تتحدث عن عمليات تسليح الخرطوم ميليشيات متمردة في الجنوب لقلب نظام الحكم في الإقليم واستبدال الحكومة الحالية بأخرى موالية قبل استقلال الجنوب، لكن الخرطوم نفت في شدة هذه الاتهامات مؤكدة أن الوثائق مزورة.