عاش الصحافيون خلال الأيام الماضية لحظات عصيبة وحالاً من الترقب والانتظار بعد تأخُّر عدد من المؤسسات الإعلامية في صرف راتب الشهرين أسوة بالقطاعات الخاصة الأخرى التي تجاوبت فوراً مع إعلان القرارات الملكية، ما جعل الشك يساورهم في الحصول على المكافأة المجزية.لكن إعلان وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة أنه سيخاطب جميع المؤسسات الإعلامية السعودية لصرف راتب شهرين للصحافيين لأنهم يستحقونها وجديرون بها لجهودهم الجليلة في رفعة شأن هذا البلد، جعل الأصوات تتعالى بأن الخير سيعمُّ قريباً. ومع صباح يوم الإثنين اكتملت الحلة وأعلنت جميع الصحف السعودية اقتداءها بالقرار الملكي بصرف مرتبين لجميع موظفيها في الأقسام كافة على أن تشمل العاملين المتفرغين والمتعاونين، ما دعا الصحافيين الذين طال انتظارهم بعدما فقدوا الأمل للاستشهاد ببيت الشعر للأمير خالد الفيصل «يامدور الهين ترى الكايد أحلى». فيما تخوف الزملاء المتعاونون من الحسد بعد أن حظوا بالنصيب الأكبر من الكعكة، وذلك لحصولهم على أربعة مرتبات من قطاعين مختلفين، في أعمالهم الحكومية، وفي صحفهم أيضاً. وحول إعلان جميع الصحف صرف مرتبات شهرين للصحافيين قال أمين هيئة الصحافيين السعوديين الدكتور عبدالله الجحلان ل«الحياة» «ليس بمستغرب على هذه المؤسسات التي تخدم الفكر اتخاذ هذه الخطوة، خصوصاً أنها مدركة أن العاملين فيها يؤدون رسالة تنقل نبض المجتمع، وجدير أن تجد مثل هذه الكفاءات حوافز مجزية على جهودهم»، مشدداً على أن المؤسسات الصحافية سبقت كثيراً من القطاعات في التجاوب مع الأوامر الملكية، ما أسهم في الإسراع في إدخال السعادة على قلوب جميع المواطنين في القطاعات كافة، حتى يشعروا أنهم متساوون في الخير الذي عمَّ البلاد». ومع غمرة الأفراح التي عمَّت أوساط الصحافيين أوضح الصحافي في صحيفة «الجزيرة» ياسر المعارك ل«الحياة» أن بعض زملائه الإعلاميين عاشوا خلال الأيام الماضية شعوراً مضطرباً، وتوجس خشية عدم شمولهم بالمكافأة، ما جعل الأخبار والتعليقات التهكمية تتناقل بشكل مكثف عن طريق البي بي تتندر على الذين لم تقرر مؤسساتهم إعلان صرف راتب الشهرين لهم بشكل فوري.