حمّلت الشركة السعودية للكهرباء الجهة المسؤولة عن الصيانة ورئيس «وردية» مسؤولية انفجار في المحطة الثامنة غرب مدينة الرياض قبل نحو شهرين ونصف أدى إلى وفاة 3 مهندسين في الشركة وإصابة آخرين. وبحسب التقرير الصادر عن قطاع الأمن الصناعي في الشركة السعودية للكهرباء (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، فإن بعض المهندسين في الشركة لاحظوا أبخرة تتصاعد من الوحدة C في محطة الرياض الثامنة، فأبلغوا رئيس الوردية الذي توجه على الفور إلى مكان المحطة وبحسب إفادته لم يلاحظ تصاعد الدخان ولا أي تهريب للوقود عدا أبخرة بسيطة ليقوم بفتح جزء من باب الغرفة بهدف تهويتها. وأضاف التقرير أن أحد المشغلين لاحظ أمام باب غرفة التحكم الرئيسة انبعاثات للدخان في الوحدتين C6 وC5 فأبلغ غرف المراقبة التي استدعت فرق مكافحة الحريق في المحطة وتوجه على الفور مع اثنين من المشغلين إلى الموقع وكان دخان أبيض يتصاعد من الباب الشمالي المفتوح جزئياً وانتشار آثار لوقود الديزل قرب الباب فقام على الفور بعزل الوقود عن وحدات C وبعد دخول الغرفة للقيام بعملية عزل الوقود حدث الانفجار الأول عند الساعة 4.37 فجراً فتوفي موظف وأصيب 3 آخرون، وعندها تم إبلاغ الدفاع المدني للمساعدة في إطفاء الحريق، وبعد مباشرة رجال الدفاع المدني للحادثة وقع الانفجار الثاني عند الساعة 5.13 فجراً، ما أدى إلى وفاة موظفين آخرين. ولفت إلى أن أسباب انفجار المحطة المباشرة تسريبات وقود الديزل داخل غرفة الوقود للوحدة C6 وارتفاع الأبخرة التي أشعلتها الحرارة الصادرة عن مسخنات الوقود أو إشارة جهاز هاتف نقال، فيما ذكر أن أسباب الانفجار غير المباشرة ضعف إجراء الصيانة اللازمة لإنهاء مشكلات تسرب الوقود المتكررة في غرفة الوقود، والتقويم غير الجيد من رئيس الوردية للوضع قبل الانفجار الأول بنحو 40 دقيقة، وعدم عمل مروحة السحب، ما أشبع الغرفة بأبخرة الوقود، وعدم اتخاذ الإجراء المناسب من مشغلي المحطة ورجال الإطفاء بعدم الاقتراب من الموقع وإخلائه، وقلة الوعي والتدريب الجيد بمخاطر أبخرة الوقود السائل. وأوصى التقرير بدرس إمكان تركيب أجهزة كاشفة للدخان في غرفة معدات الوقود، وضرورة مراجعة الخطط الفنية لأنظمة خطوط الوقود غاز أو سائل في جميع محطات الشركة، وإجراء صيانة دورية لمجاري أنابيب الوقود، وإنهاء مشكلات التسريبات بشكل تام، وإنشاء وحدة إسعافية في المحطة للتعامل مع الحالات الطارئة، وإعادة تقويم وتأهيل أفراد وحدة مكافحة الحريق في محطات توليد الكهرباء في الشركة لتتناسب مع حجم الأعمال والمهام وتطبيق إجراء خطط الطوارئ والتدريب عليها بشكل دوري، وعدم مشاركة الموظفين الجدد والمتدربين من البرامج التطويرية في حالات الطوارئ لعدم خبرتهم الكافية، وتوفير الملابس المناسبة لفرق المتطوعين، ومراجعة إجراءات السلامة في المحطات كافة والتدريب عليها.