ولي العهد يقدّم الدعوة للرئيس عون لزيارة السعودية    إسرائيل تخطط للسيطرة على 15 كم داخل سورية    حرائق كاليفورنيا: وفاة 11 شخصا والخسائر تقدر ب 135 مليار دولار    القيادة تهنئ سلطان عُمان بذكرى توليه مقاليد الحكم في بلاده    ضبط (19418) مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    الذوق العام تنظم مسيرة "اسلم وسلّم" لرفع الوعي لسائقي دراجات تطبيقات التوصيل    وصول الطائرة الإغاثية السعودية التاسعة لمساعدة الشعب السوري إلى مطار دمشق الدولي    وكيل "الشؤون الإسلامية" للمشروعات والصيانة: تدشين الأدلة الفنية للمساجد إنجاز نوعي برؤية شاملة ومعايير عالمية    نادي جازان الأدبي يكرم الزميلة خلود النبهان    السودان.. أكبر أزمة نزوح أطفال في العالم    بندر بن سعود ل"الرياض": الفائزون بجائزة الملك فيصل سفراء المملكة عالميًا    أكثر من 300 جلسة رئيسية في النسخة الثالثة من قمة المليار متابع    طلبة منطقة "تعليم الرياض" يعودون غداً لمدارسهم لاستكمال الفصل الدراسي الثاني    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    «طائرة كوريا».. «الأسودان» توقفا قبل 4 دقائق من التحطم !    استمرار هطول الأمطار على بعض مناطق المملكة    «الضباب» يحوّل رحلة ليفربول إلى كابوس    خالد عبدالرحمن ل«عكاظ»: جمعنا أكثر من 10 قصائد وننوي طرح ألبومين سامريات    أمريكا وبريطانيا توسعان عقوبات كاسحة على صناعة النفط الروسية    البرلمان الألماني يبحث الأربعاء تفشي الحمى القلاعية في البلاد    القائد الذي ألهمنا وأعاد لنا الثقة بأنفسنا    الإعاقة.. في عيون الوطن    ابعد عن الشر وغني له    "النقد الدولي" يتوقع استقرار النمو العالمي في 2025    فريق جامعة الملك عبدالعزيز يتوّج بلقب بطولة كرة السلة للجامعات    أمين الطائف هدفنا بالأمانة الانتقال بالمشاركة المجتمعية للاحترافية    رئيس مصر: بلادنا تعاني من حالة فقر مائي    "لوريل ريفر"، "سييرا ليون"، و"رومانتيك واريور" مرشحون لشرف الفوز بلقب السباق الأغلى في العالم    العروبة يتعاقد مع العراقي عدنان حمد لقيادة الفريق فنيّاً    هاو لم يفقد الأمل في بقاء دوبرافكا مع نيوكاسل    ما بين الجمال والأذية.. العدار تزهر بألوانها الوردية    «الغذاء والدواء» تحذّر من منتج لحم بقري لتلوثه ببكتيريا اللستيريا    القبض على مقيم لترويجه (11,968) قرصًا خاضعًا لتنظيم التداول الطبي بمكة المكرمة    بالشرقية .. جمعية الذوق العام تنظم مسيرة "اسلم وسلّم"    ملتقى الشعر السادس بجازان يختتم فعالياته ب 3 أمسيات شعرية    الشيخ طلال خواجي يحتفل بزواج ابن أخيه النقيب عز    أنشيلوتي يبدي إعجابه بالجماهير.. ومدرب مايوركا يعترف: واجهنا فريقًا كبيرًا    مزايا جديدة للمستوردين والمصدرين في "المشغل الاقتصادي السعودي المعتمد"    خطيب المسجد النبوي: تجنبوا الأحاديث الموضوعة والبدع المتعلقة بشهر رجب    إحباط محاولتي تهريب 6 كلجم «شبو» مخبأة في بطاريات وصناديق    «عباقرة التوحد»..    محافظ الطائف يستأنف جولاته ل«السيل والعطيف» ويطّلع على «التنموي والميقات»    الصداع مؤشر لحالات مرضية متعددة    5 طرق سهلة لحرق دهون البطن في الشتاء    الحمار في السياسة والرياضة؟!    سوريا بعد الحرب: سبع خطوات نحو السلام والاستقرار    أسرار الجهاز الهضمي    المقدس البشري    الرياض تستضيف الاجتماع الوزاري الدولي الرابع للوزراء المعنيين بشؤون التعدين    جانب مظلم للعمل الرقمي يربط الموظف بعمله باستمرار    أفضل الوجبات الصحية في 2025    مركز إكثار وصون النمر العربي في العُلا يحصل على اعتماد دولي    إطلاق كائنات مهددة بالانقراض في محمية الإمام تركي بن عبدالله    نائب أمير تبوك يطلع على مؤشرات أداء الخدمات الصحية    أمير القصيم يتسلم التقرير الختامي لفعالية "أطايب الرس"    ولي العهد عنوان المجد    عناية الدولة السعودية واهتمامها بالكِتاب والسُّنَّة    مجموعة (لمسة وفاء) تزور بدر العباسي للإطمئنان عليه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بان كي مون ل«الحياة»: رياح التغيير تعصف بالشرق الأوسط وأمام قادة المنطقة فرصة للإصلاح الجريء قبل ان يفرض عليهم
نشر في الحياة يوم 23 - 03 - 2011

دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في حديث الى «الحياة» قادة منطقة الشرق الاوسط، وخصوصاً في اليمن وإيران، الى استغلال الفرصة المتوافرة وتحقيق مستقبل أفضل لشعوبهم، عن طريق إصلاحات جريئة قبل أن يفوت الأوان، وقبل أن تُفرَض عليهم بالقوة ويرغَموا على تطبيقها، مؤكداً انه دان مراراً، علناً وفي الاتصالات الخاصة، القمع الذي تعرض له المتظاهرون في طهران.
وقال ان مصير الرئيس اليمني علي عبدالله صالح رهن بقرار شعبه، متجنباً الإجابة مباشرة عن سؤال يتعلق باحتمال التدخل الدولي في اليمن على غرار ما يحصل في ليبيا، وموضحاً ان الأمر يعود الى اعضاء مجلس الأمن.
ورأى الأمين العام للمنظمة الدولية انه ليس هناك اي مجال لعمل سياسي في ليبيا قبل ان يتوقف القتال ويتم الالتزام بوقف حازم لاطلاق النار يمكن مراقبته، واعتبر ان ما حصل في ليبيا يشكل انتهاكاً للقانون الدولي وان ثمة احتمالاً بأن تقرر المحكمة الجنائية الدولية ملاحقة مسؤولين ليبيين على هذا الأساس.
وفي ما يأتي نص الحوار:
لنبدأ بنموذج ما قامت به الأسرة الدولية في ليبيا، هل سيكون هذا دافعاً للقيام بالشيء ذاته في أماكن أخرى في العالم. هل اليمن مرشح الآن لتدخل دولي - عربي؟
- لقد أطلعت على ما حدث في ليبيا حيث قُتِلَ الكثير من المدنيين على أيدي القوات الحكومية بطريقة عشوائية وبمشاركة مرتزقة، بحسب بعض التقارير. كان ذلك مرفوضاً تماماً. وكلما انتظرنا أطول كلما ازداد عدد القتلى. لذلك تحركنا على أساس اقتراحات وتوصيات جامعة الدول العربية واتخذ مجلس الأمن إجراء سريعاً وحاسماً. وإذا نظرت الى تاريخ الأمم المتحدة، تجدين ان هذا الإجراء السريع يشكل سابقة.
اطلع باستمرار على بياناتك وأريد لهذا الحديث أن يتطرق الى أبعد منها. لذلك أسألك التالي: أنت تقول اليوم ان ما قام به الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بإقالة حكومته ليس كافياً وان عليه القيام بإجراءات اضافية. أتريد له الرحيل (عن السلطة)؟
- ان مستقبل أي قائد في أي نظام سياسي يقرره شعب البلد. لكن ما أحضه على القيام به كرئيس لليمن هو إصلاحات جريئة.
نعم. لكنه عرض بعض الإصلاحات التي رفضتها المعارضة باعتبار انها ليست كافية. ثم أقال كامل حكومته وقلت أنت ان ذلك ليس كافياً. ماذا تريد منه ان يفعل؟ أتريده أن يتنازل عن السلطة. وإذا رفض وتمسك بالسلطة كما فعل القذافي في ليبيا واستمر القتل في بلاده، هل ترى ان على مجلس الأمن أن يجتمع ويطبق في اليمن الإجراءات نفسها التي يطبقها في ليبيا؟
- هذا قرار عائد الى مجلس الأمن. ما أحض عليه هو أن يقوم فوراً بإجراء حوار واسع لإجراء المحادثات بحس الصبر والليونة والتنازل. ان سلطة القائد تأتي من شعبه. وبالتالي من واجباته ان ينخرط ويستمع بإصغاء وبانتباه لتطلعات الشعب.
افهم ذلك، لكنه يقول انه قدّم التنازلات وعرض الحوار ولم يكن ذلك كافياً لإرضاء المعارضة التي ردت بقولها: لا نثق بك. لماذا لا تذهب أنت مثلاً الى اليمن لترى اذا كان هناك من مجال لتفعيل الحوار بينه وبين المعارضة؟
- لقد اطلعنا على ما يحدث عندما يرفض القادة الانفتاح الذهني والليونة. لذلك خرج الناس الى الشارع وصرخوا وغنّوا وطالبوا بالمزيد من الإصلاح والحريات. هذا ما يجب عليه الإصغاء اليه.
هل أنت على استعداد للذهاب الى اليمن لمحاولة فتح حوار جدي، لتكون قناة فاعلة للحوار ما بين علي عبدالله صالح والمعارضة بهدف منع إسالة الدماء؟
- عليّ أن أنظر في ذلك. ما زلت أتابع الوضع عن كثب وأحضر عبر بياناتي وأدين القتل واستخدام الذخيرة الحية. فهذا مرفوض تماماً.
دعني أحاول مرة أخيرة: إذا تمسك علي عبدالله صالح بمواقفه، هل ترى ان ذلك يتطلب تحركاً دولياً وتدخلاً في اليمن على نسق التدخل الدولي في ليبيا؟
- هذا أمر علي أن أبحثه مع الدول الأعضاء.
لقد أرسلت مبعوثك الخاص، وزير خارجية الأردن السابق عبدالإله الخطيب، الى ليبيا لكنك في الوقت ذاته صادقت بل ودعمت العمليات العسكرية. فما هي مهمته من وجهة نظرك ان لم تكن سياسية؟ هل ترى انه لا مجال سوى الحل العسكري في ليبيا ولا مجال للحل السياسي بعد الآن؟
- لقد أجرى مشاورات جيدة مع السلطات الليبية في طرابلس الأحد الماضي وهو يجتمع أيضاً مع بعض المجموعات الأخرى الآن، وسيعود إليّ بما يستنتجه.
ما هي مهمته؟ ما هو الأفق السياسي له؟ هل ما زال هناك أفق سياسي أمام القذافي؟
- ان مهمته النظر في كيفية توفير المساعدة الإنسانية الملحة وبحث الأبعاد الأوسع للوضع في ليبيا.
هل ما زال أمام القذافي أفق لحل سياسي؟
- في هذا المنعطف، لا أعتقد ان هذا هو الوقت لأي حل سياسي. عليهم أولاً أن يوقفوا القتال ويجب أن يكون هناك وقف إطلاق نار حازم ويجب أن نتمكن من مراقبته والتأكد منه، يجب أن نتمكن من توسيع الدعم الإنساني للناس داخل ليبيا وكذلك الخارجين منها.
إذا ما فعلوا ذلك وأوقفوا إطلاق النار، هل يكون الوقت المناسب لإجراء المفاوضات مع القذافي؟ أم ان الأوان فات على ذلك؟
- يجب أن أبحث هذا الأمر مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن. أنوي أن أجتمع مع أعضاء المجلس الخميس المقبل وعندئذ سيتكون لدي خلاصات من مبعوثي الخاص. وسنراقب الوضع عن كثب.
إذا تنحى القذافي عن السلطة، هل سيُحاكم لارتكابه جرائم ضد الإنسانية؟
- ان المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية أعلن أنه سيقوم بالتحقيق على أساس القرار 1970 ولقد شكل مجلس حقوق الإنسان لجنة تحقيق خاصة. التقارير والاستنتاجات سيتم تقديمها بين شهر أيار (مايو) وحزيران (يونيو) وعلى أساسها اعتقد ان المحكمة الجنائية ومجلس حقوق الإنسان سيتخذان القرارات الضرورية.
في ضوء اطلاعك على ما قام به القذافي، اتعتقد انه تجب محاكمته على أساس ارتكاب جرائم ضد الإنسانية؟
- لقد قلت علناً ان ما حدث في ليبيا يشكل خروقاً لقوانين حقوق الإنسان الدولية وللقوانين الإنسانية الدولية.
ماذا لو بقي القذافي على موقفه ورفض التنحي. هل تخشى أن تتحول ليبيا الى مستنقع للأسرة الدولية. هل لديكم خطة خروج؟
- انه معزول كلياً ولا شرعية له. وبالتالي على الشعب الليبي أن يقرر ويصمم.
هل ما تقومون به عبارة عن دعم للمعارضة، وهل وراء تشكيل التحالف الدولي توفير الدعم للمعارضة الليبية لتقوم بإسقاطه؟
- ان التحالف الدولي والأمم المتحدة يدعمان الشعب الليبي.
ماذا عن البحرين؟ هل ما يحدث هو انقسام من وجهة نظرك؟ اعرف انك بحثت الأمر في اليومين الماضيين مع ملك البحرين هل ستتدخل الأمم المتحدة. هل طلبت منك ذلك؟
- ان الوضع وخلفية الأزمة في البحرين يختلفان هناك، بوضوح، ابعاد اثنية بين الشيعة والسنّة. لقد قمت بحض الملك حمد عبر اتصالات هاتفية بأن ينخرط في حوار فوري. كذلك، حضيت قادة المعارضة على المشاركة في حوار وطني.
هل عرضت مساعيك الحميدة.
- لقد عرضت وسنرى متى وكيف يمكن الشروع بما عرضته.
إذاً، أنت عرضت مساعيك الحميدة للتفاوض بين المعارضة والحكومة في البحرين.
- هذا له علاقة بمجلس التعاون الخليجي. ومجلس التعاون الخليجي اتخذ قراراً جماعياً والأمم المتحدة تتعامل مع المنظمات الإقليمية، وأنا أبحث هذه المسألة مع أعضاء المنظمة الإقليمية المعنية.
اتهمت حكومة البحرين إيران بالتدخل في شؤون البحرين الداخلية. هل توافق مع حكومة البحرين بأن هناك تدخلا إيرانيا؟
- لقد تسلمت مواقف من كل من الحكومة الإيرانية والحكومة البحرينية وتلقيت اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية إيران كما تلقيت مذكرة رسمية من حكومة البحرين، كل يعبر عن مواقفه وأنا في صدد التعاطي مع الموقفين.
وماذا يقول الإيرانيون. نعرف ماذا تقول البحرين. ماذا يطلب منك كل منهما؟
- هذا أمر يعود الكشف عنه اليهما.
هل يطلبون منك دوراً محدداً؟
- بالطبع، انهم يطلبون مني التدخل. هذا وضع يراه كل منهما بصورة متناقضة مع الآخر. لذلك، علي أن أكون حريصاً وحذراً في كيفية تناول الأمم المتحدة لهذه المسألة.
لقد تموضعت أنت كشخص في طليعة الداعمين للثورة العربية من أجل الديموقراطية، ضد الاستبداد والأوتوقراطية ومع حق الفرد في التعبير عن الحرية. لكنك تبدو صامتاً بصورة ملفتة عندما يتعلق الأمر بإيران حيث يقوم النظام بإجراءات تعسفية ضد المتظاهرين. لماذا لا تنتقد النظام الإيراني كما تنتقد الحكومات والأنظمة العربية؟
- لا أوافقك الرأي في هذه النقطة. هل اطلعت على الملف العلني والملف الخاص؟
لكنك لم تدن.
- لقد أدنت مرات عدة. وتلقيت التذمر واحتجاجات كثيرة بسبب إدانتي. هل اطلعت على الملف؟ ان سجلي واضح.
هل تدين القمع الذي يقوم به النظام الإيراني.
- نعم. أفعل ذلك علناً وفي الاتصالات الخاصة.
وماذا تعتزم ان تقوم به الآن طالما ان القمع مستمر. ماذا تنوي ان تفعله كخطوة لاحقة؟
- ان الأسرة الدولية تدين وتحضهم على إجراءات الإصلاح بطريقة ديموقراطية. وأنا سواصل ذلك.
اطلعت على بيانك بشأن سورية. ماذا تريد من الحكومة السورية ان تفعل الآن؟
- هذا وضع أحض فيه القادة على الاستماع الى تطلعات وتحديات شعوبهم والانخراط في الحوار واتخاذ إجراءات إصلاح جريئة. عامة تأتي الإصلاحات الجريئة متأخرة وما يقولونه يأتي متأخراً ومقلاً. بعد ذلك يندمون. فقبل أن يندموا، عليهم اتخاذ إجراءات جريئة.
هل أجريت اتصالاً بالرئيس بشار الأسد؟
- هذا يعتمد على الوضع.
هل اتصلت به حتى الآن؟
- لا، ليس بعد. تحدثت معه على الهاتف في مناسبات أخرى عدة حول مسائل كبرى تهمنا.
إذاً، لم تتصل به بعد التظاهرات؟
- انني أتابع الوضع عن كثب. لكنني كنت منشغلاً بالوضع في ليبيا.
هل تنوي الاتصال به؟
- سأرى. انني على استعداد لاتخاذ أي إجراءات عندما يتعلق الأمر بالمبادئ الأساسية ذات العلاقة بقضايا حقوق الإنسان.
إحدى المبادئ التي طالما أيدتها تقضي بوضع حد للإفلات من العقوبة. إلى أيّ مدى أنت قلق حيال لبنان لا سيما وأنه بمثابة قنبلة موقوتة بسبب إتمام لائحة الاتهام، والتوقعات، وشروط «حزب الله»، ما قد يحول دون تأليف الحكومة وإنما إلغاء مذكرة التفاهم. أدرك أنك حاليا مشغول بالوضع القائم في ليبيا، لكن ماذا بشأن الوضع في لبنان؟ هل هو قنبلة موقوتة؟ هل أنت قلق؟
- أنا من أشدّ الداعمين للمحكمة الخاصة بلبنان. والأمر لا يتعلّق بلبنان إنما بمبدأ أساسي مفاده أن مرتكبي هؤلاء الجرائم يجب أن يُحاسبوا ويخضعوا للإجراءات القضائية. وحالياً، تقدمت المحكمة الدولية للبنان بالاستنتاجات وستستلمها المحكمة بحسب الإجراءات وأنا أدعم بالكامل أي حكم يصدر عن المحكمة الخاصة بلبنان. القرار يعود إلى المحكمة وسأدعمه بالكامل.
ألست قلق حيال إمكان انقسام لبنان وتفككه بسبب المحكمة الدولية؟ هل أنت قلق؟
- لا شكّ في أن المخاوف قائمة، إلا أنني لطالما قلت بوضوح إنه لا بدّ من فصل هذه المسألة. ويجب أن لا يتأثر الاستقرار السياسي في لبنان بذلك، فالأمر مستقل، وتلك مسألة قضائية مستقلة ومنفصلة لا بدّ أن تسلك مسارها الخاص، ومجددا أعتبر أن ذلك مبدأ أساسي.
عندما وصلت إلى مصر حيث أنت الآن، سمعت الكلام ذاته مراراً وتكراراً، وكأنّ الناس يتّهمونك بالتحايل. فهم يصرّون على القول إنّك تناولت موضوع بسط الديموقراطية في العالم العربي بشكل صريح، ويؤكدون على التساهل مع الإسرائيليين في ما يتعلق بمناقشة موضوع حقوق الفلسطينيين. وكان ردّك أن الملف الليبي يحظى حالياً بكامل تركيزك، وهو أمر لم يرحب به الشعب لأنه يضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياته. فهل تشعر بأنك تُظلم عندما يتهمك الناس بالصرامة مع العرب والتساهل مع الإسرائيليين؟
- إنّ الأمر لمجحف من حيث تفسير موقفي وفهمه. لقد تكلمت بالعلن وبصراحة ضد إسرائيل، وضد سياساتها في المستوطنات وعدم تعاونها في عملية السلام في الشرق الأوسط. ولا بدّ أن يتعاون الإسرائيليون والفلسطينيون. أنا قلق للغاية بسبب عدم إحراز التقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط. لكن في الوقت ذاته، لطالما طلبت من الأمم المتحدة تحديد موقف واضح، لأنه مهما اختلفت شدّة الرياح الديموقراطية التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، ينبغي أن لا تتزعزع عملية السلام فيها. إنما يبدو الآن أنّ إسرائيل شعرت بالقلق حيال المستجدات المصرية وما قد يحدث في الأردن والدول المجاورة، وترقّبت التطورات عن كثب، علماً أنّني شدّدت على أنّ الأمور منفصلة عن بعضها وينبغي أن يستمر كلّ منها على حدة، بحسب هدفه ومبادئه.
نظراً إلى أنك تؤمن بحقوق الإنسان، أتعتقد أن استمرار الاحتلال يمثل خرقاً لحقوق الإنسان التي يتمتع بها الأفراد تحت الاحتلال؟
- أتعنين في غزة؟
أعني الاحتلال في أي مكان من العالم.
- لقد أوضحت الأمم المتحدة هذا الأمر، وهو بالتأكيد انتهاك للقانون الدولي.
إذاً لم لا تجاهر أكثر بهذا الأمر ولم لا تناشد كل يوم بوضع حد له ولم لا تطرح هذه المسألة على الطاولة؟
- لقد كنت أعبّر عن بذلك بصفتي الشخصية كأمين عام وكعضو في اللجنة الرباعية. كما عبّرنا عن الأمر بكلمات واضحة وصريحة.
لقد طرحت عليك هذا السؤال لأنك تعرضت اليوم عملياً إلى الإهانة من قبل المتظاهرين الذين صرخوا في وجهك قائلين «فلتسقط الولايات المتحدة الأميركية»، ملمحين بذلك أنك تعمل بتأثير من الولايات المتحدة، فقد كانوا يهاجمونك من هذا المنطلق. أود أن أسألك من جديد هل تشعر أو بالأحرى هل يُقلقك أن يضع التدخل العسكري من قبل الدول الغربية، وإن كان بمشاركة عربية، الأمم المتحدة في وضع خطر نظراً لما يجري في المنطقة حتى وإن كان التدخل الأجنبي للأسباب الوجيهة التي ذكرتها؟ وهل يُقلقك تأثير هذا الأمر عليك؟
- لقد كنت أقوم بمهامي كأمين عام الأمم المتحدة، كما هي موكلة إلي من مجلس الأمن. وقبل اعتماد قرار مجلس الأمن هذا في ما يتعلق بليبيا، عبّرت عن موقفي بالاستناد إلى قناعتي المتينة وإلى المبادئ التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة. كما أبلغتهم وطلبت منهم اتخاذ خطوة حاسمة وعملية من أجل الحؤول دون حصول مأساة إنسانية حيث يتم قتل العديد من المدنيين بطريقة عشوائية، ولهذا السبب اتخذ مجلس الأمن القرار.
لقد زرت مصر وتونس بعد الأحداث التي شهدتها الدولتان. لماذا لم تقرر الذهاب إلى أماكن أخرى لتفادي سفك الدماء كاليمن، والبحرين، والمغرب، وسورية؟ لماذا قررت الذهاب إلى دول حيث انتهت الأحداث، وإلى حيث يمكنك الإعراب عن مساعيك الحميدة، كما فعل بيريز دي كويلار عندما كان أميناً عاماً؟
- لقد استشرت معظم قادة المنطقة وأجريت معهم محادثات، بعضها كان معلناً والبعض الآخر لا. ولكنني أردت فعلاً مساعدة هؤلاء القادة والتحدث إليهم بصراحة وصدق. وسأستمر في ذلك، فيما يكتسي جزء من التسهيلات والديبلوماسية الوقائية المزيد من الأهمية في إطار إدارتي.
هل ستكون مهمة التحرّك العسكري في ليبيا مفتوحة؟
- كلا، لا أعتقد ذلك. وعلى ليبيا أولاً أن تكف عن التحارب وتوقف الاعتداءات.
وفي حال لم تقم بذلك؟
- من المفترض أن تستمر العمليات العسكرية والحظر الجوي طالما أن القوات لم تتوقف عن التحارب في ليبيا.
هل أنت قلق إزاء هذه الرمال المتحرّكة؟
- أعتقد بأن الوضع الحالي يختلف عن الأوضاع الأخرى. وأظن بأن التحالف الدولي سيحقق نجاحاً.
هل تقصد في الأمد القريب؟ هل تعتقد بأن هذا التحرك سيستغرق وقتاً قصيراً؟
- هذا ما أتأمله، وهذا باعتقادي ما ستقوم به قوات التحالف الدولية.
لكن إن طال الأمر فهل هناك إستراتيجية خروج؟
- لست في موقع يخولني التصريح عن إستراتيجية خروج في هذا الوقت.
هل تخشى من أن الأحداث في ليبيا ستحبط جرأة الشعوب في دول أخرى على طلب التغيير لأنه دموي وقد يؤدي إلى تقسيم البلاد؟
- نحن لا نتحدّث عن تقسيم بلد، ولا أريد الإدلاء بأي توقعات، فهذه ليست الطريقة التي تتصرّف وفقها الأمم المتحدة، فنحن نتخذ خطوة معينة ونلتزم بقرارات وأحكام قرار مجلس الأمن وميثاق الأمم المتحدة ثم نقوم بتنفيذ المهمات وهذا ما أفعله حالياً.
تبدو متحمّساً حيال حصول تغيير في المنطقة، هل تريد ربط اسمكَ به كما لو كان سيؤدي إلى تفويضكَ مجدداً أميناً عامّاً للأمم المتحدة وهل تريد أن تكون عرّاب هذا التغيير؟ ما هي مخاوفك؟ هل هناك ما تخشاه إزاء ما يحصل؟ وماذا تقول للناس الذين يعتبرون أن مجيئكَ إلى هنا يندرج في إطار حملة تجريها لتتولى مجدداً مهام الأمانة العامة؟
- يجب أولاً فصل ذلك عن تفويضي أميناً عامّاً للأمم المتحدة، فلم أصدر أي بيانات بهذا الخصوص لأن القرار يعود للدول الأعضاء.
بالنسبة إلى الجزء الأول من السؤال، أعتبر أنها فرصة لا تعطى إلا مرة في كل جيل. أنظروا إلى ما اختبرناه في الماضي. بالكلام عن تجربتي في كوريا، سأقول إنني كنت أحد الطلاب الذين خرجوا إلى الشوارع، تماماً كما فعل عدد هائل من الناس المطالبين بالمزيد من الحرية والإصلاحات والتغييرات الجريئة. وباتت كوريا تحظى الآن بتطور ديموقراطي ورخاء اقتصادي بدأنا نراه منذ عشرين سنة أو أكثر مع انتهاء الحرب الباردة وحصول الانقسام وتحّول اقتصاد السوق في عدد كبير من دول شرق أوروبا الشيوعية.
ونحن نشاهد رياح التغيير تعصف بأرجاء منطقة الشرق الأوسط، ما يعني أنه من الطبيعي أن يعمل القادة في المنطقة على تحقيق أمنياتهم وطموحاتهم، وهذا ما أقوله علناً بالاستناد إلى مبادئ حقوق الإنسان والديموقراطية. وأرى أن رياح التغيير تعصف بأرجاء المنطقة، ويبقى على القادة التمسك بهذه الفرصة سعياً لتحقيق مستقبل أفضل لشعوبهم، عن طريق إصلاحات جريئة قبل أن يفوت الأوان، وقبل أن تُفرَض بالقوة ويرغَموا على تطبيقها.
لقد رأينا ما حصل في تونس ومصر، ولو أن الدولتين اتخذتا بعض الإجراءات الحيوية والجريئة، لتمكنتا من تحقيق توقعات الناس.
وأنا آمل مرة أخرى أن تحصل تغييرات آن أوانها وأن يُمنَح قدر أكبر من الحرية ومن المشاركة في الديموقراطية، وأن ينعم هذا الجزء من المنطقة بالمزيد من الرخاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.