اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن «التدخلات في الشؤون الداخلية العربية غير مقبولة وعلى إيران أن تلعب دوراً إيجابياً في التنمية الاقتصادية والأمان وألا تساهم في الإخلال بالاستقرار». وكان الحريري الموجود في روما، التقى امس، نظيره الإيطالي باولو جنتليوني وتركز البحث على الاوضاع في لبنان والمنطقة. وعقدا خلوة انضم اليها السفير اللبناني كريم الخليل ونادر الحريري والسفير الايطالي لدى لبنان ماسيمو ماروتي ومستشارو جنتليوني للشؤون الديبلوماسية والسياسية والعسكرية. وتركز البحث وفق مكتب الحريري الاعلامي، على «التحضيرات لعقد مؤتمر روما -2 المخصص لدعم الجيش والقوى الامنية اللبنانية ومؤتمر باريس لدعم الاقتصاد اللبناني، وطلب لبنان رفع القيود الايطالية المفروضة على تصدير المنتجات الزراعية والصناعية اللبنانية». ولفتت مصادر مطلعة على أجواء الاجتماع الى ان المجتمعين خلصوا الى إلتزام إيطاليا المساهمة في عقد مؤتمر دعم الاستثمار اللبناني المتوقع الدعوة اليه في باريس وإلتزام إيطاليا في تنظيم مؤتمر روما -2 لمساعدة الجيش والقوى الأمنية. وجدد جنتليوني تأكيد «دعم بلاده ومساهمتها في إطار قوات «يونيفيل» وتعزيز كل ما من شأنه تنشيط الروابط الاقتصادية». وسئل الحريري في مقابلة أجرتها معه صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية، كيف يمكن أن يكون «على رأس حكومة فيها حليف لإيران وهو حزب الله الذي يعتبر أيضاً أحد المسؤولين عن اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري، فقال: «يمكن القيام بذلك بطريقة واحدة: أن رئيس مجلس الوزراء يفكر بمصلحة لبنان وفي إيجاد الصيغة المناسبة للتوافق التي تسمح بإدارة مشكلات البلاد. إن سعد الحريري ابن رفيق الحريري يضع ثقته في القضاء ولديه الثقة بالمحكمة التي عليها إدانة المجرمين». وأكد: «قررنا معاً أن نضع خلافاتنا جانباً، ونعمل سوية خدمة لبنان». وعن ازدياد قوة «حزب الله» بفعل مشاركته بالحرب في سورية وإمكان أن تدفع نهايتها إلى توازن جديد في لبنان، ما يعني حرباً جديدة فيه، قال الحريري: «كلا، سبق وعشنا تجربة هذا العنف وأدركنا ماذا تعني الحرب من ضحايا ودمار، هذا ما يمنحنا القوة للتركيز على الحلول السياسية». وعن رؤيته لنهاية الحرب في سورية وإمكان بقاء الأسد في السلطة، قال: «كل شيء بدأ بمطالبة الشعب بإصلاحات ديموقراطية، ورد النظام بقتل الشعب ما أدى الى حرب أهلية ثم ظهر تنظيم «داعش» الذي يحاربه الكثيرون بمن فيهم لبنان خصوصاً أنه تمكن من السيطرة على مناطق لبنانية، ووضعنا حداً له منذ شهرين حين نجحنا في طرده. في نهاية الأزمة السورية ستبقى مشكلة الأسد، الذي لن يتمكن من البقاء في قيادة شعب أمر هو بقتله. أكبر خطأ ترك الأسد في القيادة، هذا أمر غير ممكن. يمكن التفكير بمرحلة انتقالية أو حلول أخرى ولكن عليه أن يذهب». وعن دفاع إيرانوروسيا عنه بقوة، قال: «روسيا أنقذته، أما إيران فحشدت قوتها له وهي موجودة في سورية وتقاتل إلى جانب جنوده ولكن النجاح هو لروسيا وهي قوة عظمى. روسيا تسعى الآن إلى حل سياسي وكما يقول الرئيس فلاديمير بوتين إن ما يهمه وما تقوم به روسيا في سورية يصب في مصلحة كل سورية وليس مصلحة شخص واحد. مصالح روسيا في سورية ستكون روسية وليس تلك العائدة لإيران. التقيت الرئيس بوتين وهو ملتزم باستقرار منطقتنا، ولكلام بوتين وزنه في ما يتعلق بسورية وإيران والمنطقة، وبرأيي وحدة الموقف العربي تلعب دوراً حاسماً». وعن تداعيات قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدم تجديد التصديق على الاتفاق النووي مع إيران على لبنان وبقية المنطقة، قال الحريري: «نريد علاقات جيدة مع كل دول المنطقة ونأمل في خضم المواجهة بين الولاياتالمتحدةوإيران بأن نتفادى أي تداعيات سلبية على بلدنا».