كشف إحصاء أعدّته وزارة المرأة في العراق أن 70 في المئة من النساء العراقيات لا يجرين الفحص الذاتي للكشف عن سرطان الثدي، الذي يسهّل العلاج في المراحل الاولى لهذا المرض. وعزا الإحصاء ذلك إلى تواضع معرفة المرأة العراقية بالمرض، إضافة إلى أثر العادات الاجتماعية الراسخة. واستند الاحصاء الى مسح اجرته وزارة المرأة في محافظتي بابل وبغداد، وأكّد «ضرورة إجراء المرأة الفحص الذاتي لاكتشاف سرطان الثدي في مراحله المبكرة، الأمر الذي يجنّب المرأة العواقب الوخيمة التي يخلفها المرض ومنها استئصال الثدي». ولفتت الوزارة إلى ان رئاسة الوزراء أمرت بتشكيل لجنة عليا للتوعية بضرورة إجراء الفحص الذاتي. ووافقت الحكومة على تخصيص نصف بليون دينار للعام 2008 ونصف بليون أخرى للعام 2009». وتقول الباحثة الاجتماعية في الوزارة هدى أحمد: «تتحكم الأعراف والتقاليد بالمرأة في المجتمعات الشرقية، ما يقف حائلاً امام بعضهن لإجراء الفحص، بل حتى الكشف عن المرض في حال الاصابة». وأوضحت أن «السبب وراء إخفاء المرأة إصابتها يكمن في جهلها للمرض ولذا لا يكون أمامها سوى الاستسلام بسبب عدم معرفتها بكيفية التعامل مع وضعها». وترى بعض المنظمات المدنية المهتمة بشؤون المرأة أن المراكز الصحية التي تعالج الأمراض السرطانية ليست بالمستوى المطلوب، خصوصاً أن عدد الاصابات بالمرض شهد تزايداً لأسباب عدة أهمها حال الفوضى الامنية التي مر بها البلد، اضافة إلى ان المعدّات الطبية التي تستطيع الكشف عن السرطان مبكراً، غير متوافرة في كثير من المراكز». ويمثّل سرطان الثدي الأورام الخبيثة الي تصيب أنسجة الثدي، وعادة ما يمتد إلى الأنابيب التي تحمل الحليب إلى الحلمة، وكذلك غدد الحليب في الثدي. والمرض يصيب الرجال والنساء على السواء، ولكن الإصابة لدى الذكور نادرة الحدوث. ففي مقابل كل إصابة للرجال يوجد 200 إصابة للنساء. ويؤدي سرطان الثدي إلى عدم انتظام نمو أنسجة الثدي. وكالكثير من الأورام الخبيثة، تتكاثر خلايا هذا السرطان بسرعة كبيرة، بحيث تكوّن كتلة من الأنسجة التي تتخذ شكل الورم. وفي المقابل، يصاب الثدي أيضاً بمجموعة من الأورام غير السرطانية، التي تسمى «أوراماً حميدة». وتستطيع المرأة من خلال الفحص الذاتي، الذي يُجرى في اليوم السادس أو السابع من الدورة الشهرية، ملاحظة حال الثدي وتقصي ظهور الأورام فيه.