صعّدت طهران حملتها على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقارنته بالزعيم النازي أدولف هتلر، معتبرة أنه «لا يفرّق بين السياسة وتجارة العقارات» ويسعى إلى إشاعة «استراتيجية الفوضى». ورأت إيران أنها تشكّل «فرصة» استثمارية قيمتها تريليون دولار. وكان ترامب أبلغ الكونغرس أن طهران لم تلتزم الاتفاق النووي الذي أبرمته مع الدول الست عام 2015، ملوحاً بإلغائه، وفرض عقوبات «قاسية» على «الحرس الثوري» الإيراني، باعتباره «داعماً» للإرهاب. واتهم رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني الولاياتالمتحدة ب «انتهاك الاتفاق مرات»، معتبراً أن «خطواتها العدائية لا تنسجم مع نهج الدول الخمس» الأخرى، محذراً من أن ذلك «سيؤدي إلى تصعيد للصراعات وتفاقم للأوضاع عالمياً». وأضاف أن ترامب «لا يفرّق بين السياسة وتجارة العقارات، وتصريحاته ضد الحرس الثوري كانت وقحة»، معتبراً أنه ينتهج «استراتيجية الفوضى تجاه الملف النووي». ووصف علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، الرئيس الأميركي ب «تاجر لا يتّسم بالمنطق ولم تسنح له الفرصة لمطالعة التاريخ»، مؤكداً «جاهزية» بلاده ل «الردّ على أي إجراء يمسّ مصالحها». أما كمال خرازي، رئيس «المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية» في إيران، فرأى أن «العالم يواجه الآن شخصاً يشبه هتلر في سلوكه وأخلاقه، ويسعى إلى تأسيس نظام ديكتاتوري في العالم»، معتبراً أن «المقاومة هي الطريق الوحيد لمواجهته». وتحدث محمد نهاونديان، مساعد الرئيس الإيراني حسن روحاني للشؤون الاقتصادية، عن «هوة عميقة بين أميركا وحلفائها السابقين في أوروبا»، وزاد: «انتصرت إيران، إذ تتخذ أوروبا موقفاً صريحاً وتعلن دعمها الاتفاق النووي». وأضاف أن «مؤسسة البحوث الدولية في القطاعين الحكومي والخاص، تقدّم إيران باعتبارها فرصة قيمتها تريليون دولار، إذ إن نسبة النمو الاقتصادي فيها حازت المرتبة الأولى عالمياً، وهذه بداية الطريق». واعتبر الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد أن «المواقف المعادية للأميركيين» تجاه طهران، «تنجم عن علمهم بأن إيران بحرسها الثوري هي الرادع الأكبر والأقوى لمواجهة خططهم الاستعمارية والاستكبارية في الشرق الأوسط». واتهم نجاد، وهو عضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام، الولاياتالمتحدة بأنها «مصدر الفتن والحروب في العالم، وتستمد حياتها من إشعال الحرب والقتل والدمار وبث التفرقة بين الشعوب وترسيخ الكراهية والترويج للعنف وبيع الأسلحة». إلى ذلك، أعلن مسؤول مكتب رعاية المصالح الإيرانية في واشنطن مهدي عاطفت تعرّض المكتب ل «اعتداء يُعتبر سابقة منذ 31 سنة»، بعد خطاب ترامب. وأشار إلى «تسلّل مجهولين إلى مرأب المكتب وكتابتهم شعارات على جدرانه وتحطيمهم نوافذه، (مستخدمين) حجارة وبنادق صيد». وأكد أن المكتب «لا يمارس أي نشاط سياسي أو دعائي»، بل يخدم حوالى 1.5 مليون إيراني يقيمون في الولاياتالمتحدة.
