اتهمت روسياالولاياتالمتحدة بحشد قواتها في بولندا ومنطقة البلطيق، وبنشر فرقة مدرعة كاملة سراً، منتهكةً اتفاقاً ينظّم علاقة روسيا بالحلف الأطلسي. كما احتجت موسكو لدى واشنطن على «سرقة» أعلام روسية مرفوعة فوق قنصليتها في سان فرانسيسكو. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن «الانتهاك» الأميركي حدث فيما كانت موسكو تنفذ مناورات عسكرية ضخمة مع حليفتها بيلاروسيا الشهر الماضي. وقال ناطق باسم الوزارة إنه كان يُفترض أن تتناوب قوات من الفرقة المدرعة القتالية الثالثة في المنطقة، وتترك معداتها لزملاء من الفرقة المدرعة الثانية، لئلا تنتهك الاتفاق التأسيسي بين الحلف الاطلسي وروسيا، المُبرم عام 1997. وأشار إلى نشر الفرقة الثانية في بولندا مع مركبات مدرعة خلسة، فيما بقيت دبابات ومدرعات الفرقة الثالثة، مرجحاً جلب قوات لحراستها في غضون ساعتين من قاعدة رامشتاين الأميركية في ألمانيا. وأضاف: «على رغم إخطارات الحلف الأطلسي والولاياتالمتحدة في شأن الطابع غير المهم للقوات المتمركزة على الحدود الروسية، نُشرت فرقة مدرعة بدل لواء». واعتبر أن ذلك يعني نشر فرقة «بفعل الأمر الواقع» قرب الحدود الروسية. واعتبر الناطق أن «كل الهستيريا لدول البلطيق والبولنديين حول التهديد الروسي» خلال المناورات العسكرية مع بيلاروسيا، «كانت ستاراً دخانياً للعملية التي نفذتها وزارة الدفاع الاميركية». لكن السفارة الأميركية في وارسو نفت نشر أي فرقة جديدة، موضحة أن ما يحصل هو إبدال لوحدات منتشرة في المنطقة، في إطار كتيبة «الأطلسي» المنتشرة منذ الربيع الماضي. كما نفى الحلف الاتهامات الروسية، مؤكداً «التزامه الكامل بالاتفاق التأسيسي بين الحلف وروسيا». إلى ذلك، أعلنت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا «نزع الأعلام الروسية من البعثة التجارية الروسية في واشنطن والقنصلية العامة في سان فرانسيسكو». وتحدثت عن «عمل عدائي آخر من السلطة الأميركية على مبانينا الديبلوماسية، وانتهاك لرموز الدولة الروسية»، مشيرة إلى «إبلاغ الولاياتالمتحدة باحتجاجاتنا الحازمة». ودان السفير الروسي في واشنطن اناتولي انطونوف الأمر، معتبراً أنه «ليس ودياً إلى أبعد حد»، وزاد: «نطالب بإعادة فورية لرموز دولتنا إلى أماكنها. هذا النوع من الإجراءات لا يمكن إلا أن يعقّد الحوار الروسي- الأميركي». وشكت السفارة الروسية في واشنطن من «واقعة مخزية»، لافتة إلى «سرقة الأعلام من مبنى القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو»، وحضّت السلطات الأميركية على «إعادة رموز بلدنا». لكن مسؤولاً في الخارجية الأميركية أعلن «إنزالاً محترماً للأعلام في مباني القنصلية في سان فرانسيسكو، وتخزينها في شكل آمن في كل مبنى». وكانت الولاياتالمتحدة أمرت روسيا بإغلاق قنصليتها في سان فرانسيسكو وبعثتيها التجاريتين في واشنطن ونيويورك، رداً على خفض موسكو عدد الديبلوماسيين والموظفين في سفارة أميركا وقنصلياتها في روسيا، وطاول 755 موظفاً. في غضون ذلك، طرحت روسيا ورقة نقدية جديدة في التداول، ظهرت عليها صور لشبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو عام 2014. وظهرت على الورقة الجديدة من فئة 200 روبل، صورة نصب تذكاري يخلّد مجد البحرية في مدينة سيباستوبول، المرفأ الذي يرسو فيه الأسطول الروسي في البحر الأسود، إضافة إلى آثار يونانية-رومانية في مدينة شيرسونيس. على صعيد آخر، أعلنت الرئاسة الأميركية تعيين المسؤولة في البيت الأبيض والخبيرة في شؤون الأمن الإلكتروني كيرستن نيلسن، وزيرة للأمن الداخلي خلفاً لجون كيلي الذي يتولى منذ نحو شهرين منصب كبير موظفي البيت الأبيض. ونيلسن (45 سنة) مُقربة من كيلي الذي كان وزيراً للأمن الداخلي قبل أن يعيّنه الرئيس دونالد ترامب كبيراً لموظفي البيت الأبيض خلفاً لرينس بريبوس. ونيلسن محامية سبق لها أن عملت في وزارة الأمن الداخلي في عهد الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش الابن. من جهة أخرى، رحّب ترامب بالإفراج عن أميركية وزوجها الكندي وأولادهما الثلاثة الذين وُلدوا في السنوات الخمس التي كانت تأسرهم فيها «شبكة حقاني» في باكستان. وتحدث عن «لحظة إيجابية في علاقة بلادنا بباكستان».