صوفيا - أ ف ب - ولت مرحلة كان لا يسمح فيها في الماضي للفتيات لدى جماعة من الغجر في بلغاريا بارتداء الجينز، الا ان تقليد «السوق» التي يتم فيها التفاوض بشروط زواجهن لا يزال راسخاً. وعلى جري العادة سنوياً في السبت الاول من بدء زمن الصوم استعداداً لعيد الفصح، تجتمع هذه الاقلية الصغيرة بين سكان الروما، في بلدة موغيلا وسط البلاد للقاء الأصدقاء والأهل خصوصاً للتفاوض على سعر عروس. تقول يانكا (15سنة): «طبعاً أريد الزواج، أردت أن أظهر بأجمل حلة من أجل السوق» فوضعت أحمر الشفاه والماسكارا الزرقاء وارتديت فستاناً من الساتان. هذه الجماعة الصغيرة من الغجر متدينة جداً ويطغى عليها النظام الأبوي وتضم نحو 15 الف نسمة موزعين في أرجاء بلغاريا، ويمنع منعاً باتاً على أي من أفرادها الزواج من شخص غير ارثوذكسي. وتفصل البنات بشكل صارم عن الفتيان وغالباً ما يمنعن من الذهاب الى المدرسة في سن الحادية عشرة او الثانية عشرة لتجنب أن «يفرطن بشرف العائلة». وبالنسبة الى المراهقين من الصبيان تشكل «اسواق المرشحات للزواج» التي تقام النسخ الرئيسة منها اربع مرات في السنة، فرصة نادرة للاستمتاع والمغازلة كما يحصل مع الشباب في عمرهم. وتؤكد الشقيقتان كالينكا وغالينا أن «الطقس ليس حاراً كفاية لانتعال الصنادل الا ان الجمال احياناً يتطلب بعض التضحيات». وفرض والدهما شروطه، ويقول بصوت صارم «اطلب 25 الف يورو لهما. هذا هو سعري لن اتركهما تتزوجان من دون الحصول على المال». ويحذر خريستو نيكولوف وهو ناشط من الروما من تعميم هذا الانطباع قائلاً: «من الخطأ الاعتقاد ان كل الروما يشترون زوجاتهم» مشدداً على ان هذا التقليد خاص بهذه الجماعة الصغيرة من الغجر. وعلى المتقدم للزواج ان يوفر المال على ان يتم التفاوض على السعر بين أهل العريس والعروس المحتملين. والفكرة من وراء ذلك ان يثبت الشاب انه قادر على اعالة عائلته والعمل من اجل تسديد هذا المبلغ الذي غالباً ما يكون قد اقترضه. وتأثرت الجماعة أخيراً بالعصرنة، فبات يسمح للفتيات بارتداء السراويل والذهاب الى المدرسة لفترة اطول والزواج في سن متقدمة اكثر من ذويهم.