حلقت قاذفتان أميركيتان استراتيجيتان فوق شبه الجزيرة الكورية في عرض قوة موجه إلى بيونغ يانغ، في أول تدريب ليلي يشارك فيه الطيران الحربي الياباني والكوري الجنوبي، في وقت أعلن فيه البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحث أمس (الثلثاء) مع وزير الدفاع جيمس ماتيس ورئيس الاركان جو دانفورد في «مروحة الخيارات» التي تمتلكها الولاياتالمتحدة في مواجهة كوريا الشمالية. وأعلنت القوات الجوية الأميركية في المحيط الهادئ في بيان أن قاذفتين من «طراز بي-1بي» متمركزتين في جزيرة غوام، الموقع الاستراتيجي المتقدم للجيش الأميركي في المحيط الهادئ، حلقتا مساء الثلثاء قرب بحر اليابان. وقال الميجور باتريك آبلغيت إن «الرحلات والتدريبات الليلية مع شركائنا الموثوقين والفاعلين هي من ضمن القدرات التي تتقاسمها الولاياتالمتحدةواليابان والجمهورية الكورية، وتزيد من القدرات التكتيكية لطياري كل دولة». وأوضحت سيول اليوم أن القاذفتين قامتا بتدريب لمحاكاة إطلاق صواريخ أرض-جو بمشاركة مقاتلتين من كوريا الجنوبية فوق بحر اليابان (البحر الشرقي بحسب التسمية الكورية). وقالت هيئة أركان القوات الكورية الجنوبية إن الطائرات الأربع حلقت فوق شبه الجزيرة وقامت بتدريب آخر على إطلاق النار في البحر الأصفر قبل أن تعود القاذفتان إلى قاعدتهما. وأضافت أن «هذا التدريب كان يندرج في سياق المناورات الروتينية الرامية إلى تعزيز القوة الرادعة بوجه التهديدات الكورية الشمالية». والتوتر على أشده منذ عدة أسابيع في شبه الجزيرة الكورية، مع مضاعفة بيونغ يانغ عمليات إطلاق الصواريخ وقيامها بتجربة نووية سادسة، وذلك على خلفية تبادل تهديدات حربية بين كوريا الشمالية والرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأعلن البيت الأبيض أن ترامب بحث مع وزير الدفاع جيم ماتيس ورئيس الأركان جو دانفورد في «مروحة الخيارات» التي تمتلكها الولاياتالمتحدة في مواجهة كوريا الشمالية. وقالت الرئاسة الاميركية في بيان إن «الإحاطة والنقاش تركّزا على مروحة الخيارات للرد على أي شكل من أشكال العدوان من جانب كوريا الشمالية، وإذا لزم الأمر لمنع بيونغ يانغ من تهديد الولاياتالمتحدة وحلفائها بأسلحة نووية». ولم يوضح البيان ما إذا كان هذا الاجتماع يعني أن التهديد الكوري الشمالي يتعاظم. وكان ترامب قال في تغريدة غامضة السبت أن «شيئاً واحداً فقط سيكون له مفعول» مع كوريا الشمالية. وكتب يومها أن «الرؤساء وإداراتهم عكفوا على الحديث مع كوريا الشمالية على مدى 25 عاماً، ووقّعوا اتفاقات وصرفوا مبالغ طائلة من الأموال، لكن لم يكن لذلك مفعول، إذ تم خرق الاتفاقات حتى قبل أن يجف الحبر، في استهانة بالمفاوضين الاميركيين. عفواً، لكنّ شيئاً واحداً فقط سيكون له مفعول». وأتت هذه التغريدة بعدما أكد الرئيس الأميركي خلال حفل استقبال لأرفع المسؤولين العسكريين مساء الخميس في البيت الأبيض، بعدما بحث معهم في ملفَّي إيرانوكوريا الشمالية، أن هذا الوقت «قد يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة». وأثارت هذه التصريحات الغامضة التباساً في واشنطن وفي الخارج، لا سيما وأن ترامب توعّد في خطابه الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) الفائت كوريا الشمالية «بتدميرها بالكامل» إذا تعرضت الولاياتالمتحدة أو حلفاؤها لهجوم من بيونغ يانغ، كما نعت الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون ب«الرجل الصاروخ» الذي يقوم ب«مهمة انتحارية». ورد كيم بالتشكيك في الصحة العقلية للرئيس الأميركي، واصفاً اياه بأنه «خرف ومختل عقلياً».