وصفت حركة «فتح» أجواء الحوار مع حركة «حماس» في القاهرة أمس ب «الإيجابية»، وشددت على أن «النقطة الأساسية في جدول الأعمال هي مناقشة مسألة تمكين حكومة التوافق الوطني الفلسطينية في القطاع»، فيما أعلنت «حماس» أن لهذه الجولة هدفين، «وضع رؤية أو إطار للحوار، وعمل الحكومة في قطاع غزة» (للمزيد). وعقدت أمس في مقر الاستخبارات العامة في القاهرة الجولة الأولى من الحوار بين وفدين قياديين رفيعين من حركتي «فتح» و «حماس»، بمشاركة فاعلة من مسؤولي الملف في الاستخبارات المصرية، حيث يسعى المسؤولون المصريون إلى ردم الهوة بين الحركتين، لوضع آليات لتنفيذ كل التفاهمات في الملفات الخمسة للمصالحة. وتتجه أنظار الفلسطينيين إلى هذه الجولة التي تستغرق ثلاثة أيام، وتتبعها جلسات حوار وطني شامل يشارك فيها كل الفصائل الموقعة على اتفاق القاهرة للمصالحة عام 2011. وقال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» صلاح البردويل ل «الحياة»، إن للجولة الحالية من الحوار «هدفين، الأول وضع رؤية أو إطار للحوار قبل الدخول في أي تفاصيل لتنفيذ اتفاق المصالحة، بما فيها خريطة طريق وآليات تنفيذ الاتفاق، واجتماع الفصائل كلها الموقعة على اتفاق القاهرة»، المقرر عقده في العاصمة المصرية خلال الأيام المقبلة. وأضاف البردويل أن «الهدف الثاني يتعلق بعمل حكومة التوافق الوطني الفلسطينية في قطاع غزة، وكذلك ملفي الموظفين (الذين عينتهم حماس عقب الانقسام عام 2007)، وإدارة المعابر الحدودية، وغيرها من الملفات في القطاع». وعبّر البردويل عن أمله بأن «تتمخض نتائج إيجابية عن هذه الجولة من الحوار». وقال عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» الذي يرأس وفدها إلى القاهرة، إن «النقطة الأساسية المتفق عليها في جدول أعمال الجلسة هي «مناقشة مسألة تمكين الحكومة في القطاع، من حيث كيفية تعامل الحكومة خلال زيارتها الأخيرة مع الوزارات والمسؤولين فيها». وأضاف الأحمد أنه «سيتم استعراض وتقويم» نتائج زيارة حكومة التوافق الوطني إلى القطاع الأسبوع الماضي، حيث جرت مراسم تسليم وتسلم الحكومة مهماتها بحضور مصري. وأشار إلى أن «الأمور، وفق الحكومة، تجري حتى الآن في شكل إيجابي، لكن الأيام المقبلة ستعطي الحكم النهائي حول الممارسة العملية وبدء الوزراء بسط سيطرتهم». وأضاف أنه سيتم البحث في «مسائل الانتخابات والقضاء، والأمن، ومنظمة التحرير، والرؤية السياسية، وكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية». وشدد على أن «قرار السلم والحرب وشكل المقاومة، الذي على الجميع الالتزام به، هو قرار وطني وليس فصائلياً». وقالت مصادر فلسطينية ل «الحياة» إن «سلاح المقاومة لن يُطرح للحوار»، فيما أكدت مصادر في «حماس» أنها «لن تقبل مناقشة نزع سلاح المقاومة طالما بقي الاحتلال في فلسطين». ووصف عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» الناطق باسمها أسامة القواسمي، أجواء الحوار ب «الإيجابية». وقال القواسمي ل «الحياة» إن «لدى حركة فتح إرادة وتعليمات واضحة من الرئيس محمود عباس بإنجاح محادثات القاهرة»، معرباً عن «حال يقين مؤكدة بإمكان تجاوز العقبات. العملية ليست سهلة، لكننا نتوجه إلى الحوار بنيات طيبة»، مؤكداً أن «الهدف هو تمكين حكومة التوافق الوطني، التي شاركت حركة حماس في تشكيلها قبل ثلاثة أعوام، من العمل في قطاع غزة بحرية وتطبيق القانون على الجميع».