فاز عالم الاقتصاد الأميركي ريتشارد ثالر، بجائزة نوبل الاقتصاد لعمله الرائد في ردم الهوة بين الاقتصاد وعلم النفس. وأعلنت لجنة تحكيم جائزة «نوبل» في بيان، أن ثالر أظهر كيف تؤثر بعض الصفات البشرية، مثل حدود العقلانية والتفضيلات الاجتماعية، «في شكل منهجي على القرارات الفردية وتوجهات السوق». وقالت اللجنة إن «نتائجه التجريبية والأبعاد النظرية التي توصل إليها، لعبت دوراً فاعلاً في خلق مجال الاقتصاد السلوكي الجديد والذي يتوسع بسرعة، والذي كان له تأثير كبير في عدد من نواحي البحوث الاقتصادية والسياسة». وقال ثالر للجنة في اتصال عبر الدائرة المغلقة أنه «سعيد بالجائزة». وقال ممازحاً: «ليس علي بعد الآن مناداة زميلي يوجين فاما بروفيسور فاما في ملعب الغولف»، في إشارة إلى زميله في جامعة شيكاغو، والذي فاز بجائزة نوبل الاقتصاد عام 2013. وبفوزه بالجائزة، حصل عالم الاقتصاد الأميركي على 9 ملايين كرونة (1,1 مليون دولار). وثالر بروفيسور في «جامعة شيكاغو» التي لها تاريخ طويل مع الجائزة، فأكثر من ثلث المرشحين ال79 للفوز بنوبل الاقتصاد حتى الآن، علماء اقتصاد تابعون للجامعة. وظهر ثالر في فيلم «ذا بيغ شورت» (العجز الكبير) الذي يتناول انهيار السوق العقارية والرهن العقاري الذي أدى عام 2008 إلى الأزمة المالية العالمية. وفاز بالجائزة العام الماضي البريطاني- الأميركي أوليفر هارت والفنلندي بنغت هولستروم، صاحبا نظرية العقد التي ساهمت في وضع سياسات التأمين وتنظيم دفع رواتب المديرين. وتتميز جائزة الاقتصاد عن غيرها من جوائز نوبل بأن المصرف المركزي السويدي هو الذي أطلقها عام 1968، بينما أطلق الجوائز الأخرى العالم السويدي ألفرد نوبل عام 1895. يُذكر أن الجائزة مُنحت عام 2015 للبريطاني- الأميركي آنغس ديتون، تقديراً لبحوثه عن «الاستهلاك والفقر والرفاهية»، وفي 2014 للفرنسي جان تيرول تقديراً ل «تحليله قوة السوق وتنظيمها»، وعام 2013 للأميركيين يوجين فاما ولارس بيتر هانسن وروبرت شيلر لأعمالهم حول الأسواق المالية، وفي عام 2012 للأميركيين الفن روث ولويد شابلي، لأعمالهما حول أفضل طريقة للتوفيق بين العرض والطلب في السوق، مع تطبيقات في منح الأعضاء والتعليم. وفاز بالجائزة عام 2011 الأميركيان توماس جي سارجنت وكريستوفر ايه سيمز، لأعمالهما التي أتاحت فهم تأثير أحداث غير متوقعة أو سياسات مبرمجة على المؤشرات الاقتصادية الكلية، بينما فاز بها عام 2010 الأميركيان بيتر دايموند ودايل مورتنسن والبريطاني- القبرصي كريستوفر بيساريدس، لمساهمتهم في تحسين تحليل الأسواق، إذ يصعب التوفيق بين العرض والطلب، خصوصاً في سوق العمل. وكانت إلينور أوستروم عام 2009 أول امرأة تنال جائزة نوبل الاقتصاد، إلى جانب الأميركي أوليفر وليامسون، لأعمالهما المنفصلة التي تُظهر أن الشركة وجمعيات المستخدمين هي أحياناً أكثر فعالية من السوق، بينما فاز بالجائزة عام 2008 الأميركي بول كروغمان لأعماله حول التجارة الدولية.