فاز ثلاثة اقتصاديين، من بينهم بيتر دايموند، مرشح الرئيس الأميركي باراك اوباما لشغل منصب مستشار في مجلس الاحتياط الفيديرالي (المركزي الأميركي)، بجائزة «نوبل الاقتصاد 2010» عن ابحاثهم عن سوق العمل والبطالة التي سجلت الرقم 213 مليوناًً حول العالم بينهم 20 مليون عربي حتى مطلع الشهر وفق احصاءات مكتب العمل الدولي. واقتسم الجائزة مع دايموند الأميركي ديل مورتنسن والبريطاني القبرصي كريستوفر بيساريدس تقديراً لنظريات الثلاثي في مجال تحليل الأسواق لجهة الصعوبات في التوفيق بين العرض والطلب في سوق العمل. وقالت لجنة نوبل في بيان من استكهولم «لماذا هناك هذا الكم الكبير من العاطلين عن العمل وفي الوقت نفسه هناك الكثير من فرص العمل؟ كيف تؤثر السياسة الاقتصادية في البطالة؟ لقد طور الفائزون لهذه السنة نظرية يمكن استخدامها للإجابة عن هذه الأسئلة». وأضافت اللجنة «أثبتت اعمالهم انه كلما كانت تعويضات البطالة كبيرة، كانت نسبة العاطلين عن العمل مرتفعة وفترة البحث عن وظيفة اطول» مشيرة الى ان «هذه النظرية تنطبق ايضاً على الأسواق الأخرى غير سوق العمل». ودايموند (70 سنة) المولود في نيويورك استاذ في معهد التكنولوجيا في مساتشوسيتس وله ابحاث كثيرة في موضوعات اقتصادية مختلفة ابرزها في الستينات عن الانعكاسات الاقتصادية للارتفاع الكبير في الديون العامة للدول. وفي بحث كتبه العام 2005 مع بيتر اورزاك، الذي استقال من منصبه كمدير للموازنة في ادارة الرئيس اوباما، قدم الحجج اللازمة عن ان مستقبل التأمينات الاجتماعية مرتبط بزيادة الضرائب وخفض بعض التقديمات اثناء ارتفاع كلفة خدمة الدين العام. ومورتنسن (71 سنة) المولود في انتربرايز (الولاياتالمتحدة) استاذ للاقتصاد في جامعة نورثوسترن في ايلينوي يتمثل تخصصه الأول في كيفية البحث عن فرص العمل ويرى في ابحاثه ان تشديد القيود على السوق يمكن ان يمثل عثرة في ايجاد فرص العمل. ومن ابرز ما وصل اليه ان البحث عن فرص العمل يتأثر بالتقديمات التي يستفيد منها الذين يفقدون وظائفهم. وبيساريدس (62 سنة) ولد في نيقوسيا (قبرص) بروفسور للاقتصاد في كلية لندن الاقتصادية في جامعة لندن وبنى سمعته من خلال دراسات عن ايجاد فرص العمل وارتفاع البطالة، التي ربط بينهما بأسلوب علمي، واستفادة الشركات من ارتفاع البطالة لتعزيز ربحيتها واستغلال حاجة المهنيين للعثور على وظيفة في اسرع وقت. والتسمية الرسمية ل «نوبل الاقتصاد» هي «جائزة البنك السويدي (المركزي) للعلوم الاقتصادية احياء لذكرى الفريد نوبل»، وهي الجائزة الوحيدة غير المذكورة في وصية الفريد نوبل، وتم تأسيسها العام 1968. وسيتم منح الجائزة، وقدرها 10 ملايين كرونة (1.5 مليون دولار)، للفائزين في احتفال يُقام في العاشر من كانون الأول (ديسمبر) المقبل في ستوكهولم. وكان العام الماضي شهد فوز الينور اوستورم كأول امرأة تفوز بها على الإطلاق عن بحثها مع اوليفر ويليامسون عن حدود تنظيم الأعمال في الأسواق الحرة.