تبادلت قوات تركية إطلاق النار مع «هيئة تحرير الشام» قرب قرية كفر لوسين على الحدود بين تركيا ومحافظة إدلب السورية، بحسب ما نقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الأحد). وقال أحد السكان ومقاتل من المعارضة في المنطقة الحدودية بين سورية وتركيا، إن عربات من الجيش التركي دخلت إدلب. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال أمس إن مقاتلين سوريين مدعومين من القوات التركية سيشنون عملية في هذه المنطقة التي يقع معظمها تحت سيطرة «هيئة تحرير الشام». وقالت جماعات المعارضة التي تشارك في العملية أمس، إنها تتوقع أن تبدأ قريباً، بينما ذكرت «هيئة تحرير الشام» أن إدلب «ليست نزهة لهم». وتقود «جبهة النصرة»، فرع تنظيم «القاعدة» سابقاً في سورية، «هيئة تحرير الشام». وغيرت «النصرة» العام الماضي اسمها، وأعلنت انفصالها عن التنظيم الذي أسسه أسامة بن لادن. ومثلت الهيئة قوة عسكرية هائلة منذ بدايات الحرب السورية، وكانت تقاتل غالباً إلى جانب جماعات مسلحة أخرى، لكنها انقلبت عليهم منذ مطلع العام، فيما تحاول السيطرة على مناطق من بينها إدلب. وتمثل إدلب ومناطق مجاورة في شمال غربي سورية أكبر معاقل المعارضة وأكثرها سكاناً، إذ تضم أكثر من مليوني نسمة معظمهم نزحوا من أنحاء أخرى من البلاد. وكانت تركيا أحد أكبر الداعمين للمعارضة المسلحة التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد خلال الحرب الدائرة منذ ستة أعوام ونصف العام، لكن تركيزها تحول من الإطاحة به إلى تأمين حدودها. ويأتي هذا التوغل بعد اتفاق بين تركيا وكل من إيران وروسيا، اللتين تدعمان الأسد، على إقامة منطقة «عدم تصعيد» في إدلب والمناطق المحيطة بها لخفض العمليات القتالية، وهو اتفاق لم يشمل «هيئة تحرير الشام».