اندلعت معارك عنيفة أمس بين الجيش الأردني ومجموعات مسلحة قرب حدوده مع سورية، استخدمت فيها للمرة الثالثة خلال شهر الطائرات المروحية والقوة الأرضية، ما أدى إلى مقتل مسلح وإصابة عدد غير محدد واعتقال آخرين، وفق بيان أصدرته القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية. واعتبر مسؤولون أردنيون ومعلقون سياسيون وعسكريون خلال حديث إلى «الحياة»، أن المعارك التي يخوضها الجيش الأردني بين الفينة والأخرى ضد المجموعات المسلحة قرب سورية، من شأنها أن تدفع المملكة نحو مزيد من الانخراط في الحرب السورية التي طال أمدها. وقال بيان الجيش إن «قوات حرس الحدود ألقت خلال الساعات الماضية القبض على مجموعة أشخاص حاولوا التسلل عبر الحدود، واشتبكت مع عدد منهم وفق قواعد الاشتباك المعمول بها، بعد أن قامت بتحذيرهم وتنبيههم بمختلف الطرق والوسائل، ما أدى إلى مقتل أحدهم وإصابة عدد آخر منهم وإلقاء القبض على آخرين تم تسليمهم إلى الجهات صاحبة الاختصاص». وأضاف أن «قوات حرس الحدود أحبطت أيضاً محاولة تهريب 3 سيارات مدنية من الأردن نحو الأراضي السورية باستخدام الطائرات العمودية والقوة الأرضية، وألقت القبض على هذه السيارات والمهربات الموجودة بداخلها» من دون ذكر التفاصيل. وذكر مصدر عسكري مسؤول في عمان أن «القرى الحدودية الأردنية شهدت سقوط قذائف، بسبب الاشتباك والقصف الشديد في الداخل السوري، خصوصاً مناطق درعا والقرى التابعة لها والمتاخمة للأراضي الأردنية». وعلمت «الحياة» من مصادر أردنية رفيعة، أن قيادة الجيش والأمن بدأت تنفيذ خطة أمنية أردنية - أميركية قرب حدودها مع سورية، تتضمن إعادة نشر القوات على طول الحدود الممتدة إلى حوالى 350 كيلومتراً وتعزيزها بالخدمات اللوجيستية كافة، ووضع قيود صارمة على إجازات الجنود وكبار الضباط، خصوصاً داخل الوحدات العسكرية القريبة من مناطق التماس. وأكدت المصادر أن مطبخ القرار الأردني «بات ينظر إلى حدوده قرب سورية، على أنها أكبر تهديد أمني يواجه المملكة». وقال الناطق باسم الحكومة الأردنية، الوزير محمد المومني إلى «الحياة» إن «الحكم سيواصل اتخاذ الإجراءات المطلوبة كافة من أجل ضبط حدوده ضد كل من يحاول تجاوزها في شكل غير قانوني». وأردف أن «العبء الأمني بات يتعاظم في شكل أكبر على المملكة، فالحدود محمية من طرف واحد، هو الحكومة الأردنية». وتابع: «مستمرون بسياسة منع اختراق الحدود، ورسالة إلى كل من يهمه الأمر أن الأردن لن يسمح لأحد بالعبث بأمن المملكة وحدودها، وسيستخدم الوسائل كافة ومنها الطيران الحربي». من جهة أخرى، قالت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أمس، إن «القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية ستنفذ بالتعاون مع الجانب الأميركي وبمشاركة 24 دولة شقيقة وصديقة التمرين المشترك «الأسد المتأهب» لهذا العام داخل الصحراء الأردنية، وذلك في الفترة الواقعة بين 25 أيار (مايو) الجاري و10 حزيران (يونيو) المقبل».