قدّم مسؤولون كوريون شماليون أمس، اعتذاراً علنياً نادراً عن انهيار مبنى قيد الإنشاء في بيونغيانغ الأسبوع الماضي، يرجُح أن يوقع مئات القتلى. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية عن مسؤول في بيونغيانغ أن زعيم الدولة الستالينية كيم جونغ أون «بقي مستيقظاً طيلة الليل وشعر بألم كبير بعد إبلاغه بالحادث». وأشارت الى أن الحادث وقع الثلثاء الماضي وسبّب «صدمة كبرى» لسكان العاصمة، لافتة الى انه نجم عن إشراف «لا مسؤول» من المكلفين البناء. وأضافت أن عملية انقاذ «مكثفة» أُجريت لانتشال الناجين ومعالجة الجرحى، لكنها لم تورد حصيلة للضحايا ولم تذكر سبب انهيار المبنى. وأوردت الوكالة اعتذارات من مسؤولين بارزين، بينهم وزير أمن الشعب شو بو-ايل، اذ افادت بأنه «عبّر عن أسفه وقال انه اخفق في رصد العوامل التي يمكن ان تعرّض حياة الشعب وممتلكاته للخطر، واتخاذ التدابير المناسبة، ما ادى الى هذا الحادث غير المعقول». وقال الأمين العام للجنة العاصمة في حزب العمال الشيوعي الحاكم كيم سو غيل في اعتذار علني، ان كيم «أمر المسؤولين في الحزب والدولة والجيش بالتوجه الى مكان الحادث ووضع كل القضايا الاخرى جانباً والقيام بالإنقاذ». وأضاف ان كل سكان بيونغيانغ يشاطرون عائلات الضحايا «حزنها»، داعياً الى «التغلب على الحزن بالشجاعة». ونشرت صحيفة «رودونغ سينمون» الرسمية صورة نادرة لمسؤول ينحني معتذراً امام مئات الأشخاص الذين تجمّعوا في موقع الحادث. وذكر مسؤولون كوريون جنوبيون أن الحادث يتعلّق بانهيار مبنى من 23 طابقاً يضم شققاً تعيش فيها 92 عائلة في حي بيونغ شون في بيونغيانغ. ولفت الى ان «انتقال الناس الى شقق جديدة في أبنية قبل انتهاء تشييدها رسمياً، أمر شائع في كوريا الشمالية»، مرجحاً «مقتل مئات، على افتراض أن كل عائلة تضم 4 أفراد معدلاً وسطياً». واعتبر كيم يونغ هيون، استاذ الدراسات الكورية الشمالية في جامعة دونغوك في سيول، ان الاعتذار الرسمي النادر للسلطات في بيونغيانغ هدفه تقديم كيم جونغ أون «زعيماً صادقاً يهتم كثيراً بمشاعر العامة». وكانت كوريا الشمالية أعلنت عام 2009 خططاً لتشييد مئة ألف شقة في 3 أحياء في العاصمة، لمناسبة الذكرى المئة عام 2012 لولادة مؤسس الدولة الستالينية كيم إيل سونغ. وكان كيم أطلق مشاريع ضخمة، منذ وصوله الى السلطة عام 2011، بينها نادي فروسية ومشروع شقق للعلماء والاساتذة والرياضيين في العاصمة ومنتجع تزلج ضخم في شمال شرقي البلاد. ونادراً ما تعلن كوريا الشمالية عدد ضحايا الحوادث الكبرى فيها، ولكنها اعلنت عام 2004 انفجار قطار في شمال غربي البلاد، اسفر عن مقتل 154 شخصاً وجرح حوالى 1300. والحادث الذي نتج من عطل كهربائي، أثر في مدن مجاورة، مجبراً بيونغيانغ على طلب مساعدة دولية.