اعتبرت حركة «حماس» كثرة الحديث في الأيام الأخيرة عن نزع «سلاح المقاومة» أو تفكيكه، بمثابة زرع «ألغام متفجرة» على طريق المصالحة و «تسميم للأجواء»، في رسالة تحمل تحذيراً واضحاً لحركة «فتح» والرئيس محمود عباس. وقال عضو المكتب السياسي في حركة «حماس»، نائب رئيسها في قطاع غزة خليل الحية، إنه «مخطئ من يفكر في إفشال المصالحة الفلسطينية»، مؤكداً أن الحركة «ذاهبة إلى الحوار مع حركة فتح في القاهرة (الثلثاء المقبل) بعقل مفتوح ومرونة». وشدد الحية على أن «من الخطأ والمعيب أن نضع أمام بعضنا بعضاً، قبيل الذهاب إلى حوار القاهرة، ألغاماً متفجرة»، في إشارة إلى ما طُرح، خلال الأيام الأخيرة، حول سلاح المقاومة، مؤكداً وجود اتفاق سابق حوله. وتساءل الحية، في كلمة له خلال المؤتمر السنوي السادس لمركز «مسارات» بعنوان «فلسطين... رؤى إستراتيجية سياساتية» في مدينة غزة أمس: «ما دام هناك اتفاق سابق، فلماذا نعود إلى تسميم الأجواء؟». وقال إن «لا شيء يقف أمام الاتفاق، لكننا بحاجة إلى قناعة بالشراكة والعمل في شكل موحد مع بعضنا بعضاً»، مؤكداً «وجود فرصة حقيقية» لإنهاء الانقسام الفلسطيني، الذي يعد من أهم العقبات أمام المشروع الوطني، خاصةً في ظل الدعم المحلي والدولي»، مؤكداً «تغير الظروف لدى الجميع، خاصةً في ظل عودة مصر إلى دورها الطليعي». وأضاف أنه «تتوافر للمصالحة قوة دفع عند كل الأطراف، في حال نضجت عند الجميع. ونأمل في استثمار هذا الأمل». ولفت الحية إلى ضرورة اغتنام الفرصة مع وجود «مؤشرات لاستعداد الأطراف الفلسطينية للإيمان بالشراكة خرجت من الكل الوطن»، مشدداً على أنه لا يمكن العمل في بيئة واحدة من «دون إيمان بالشراكة». ودعا إلى «تعايش وقواسم مشتركة» بين البرامج الفلسطينية للوقوف في وجه الاحتلال، مؤكداً رفض «عقلية التفرد التي تحكم مسار القضية الفلسطينية»، في إشارة إلى تفرد عباس برئاسة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية. واستعرض الحية جملة من التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، من بينها «التدخل الإقليمي، وهيمنة التدخل الدولي لصالح الاحتلال، خاصة من قبل الدول الكبرى المؤثرة، وغياب منظمة التحرير الفلسطينية لصالح تفرد جهة أو برنامج». وشدد على ضرورة «احتضان منظمة التحرير للجميع»، مستنكراً تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل، متسائلاً عن الخطوات التي يتم القيام بها في مواجهة ذلك. وحذّر من أن المشروع الوطني الفلسطيني «يمرّ بمأزق حقيقي، من خلال الاستيطان، ومحاولات التهويد المتسارعة في القدس، بما يهدد المشروع الوطني، إضافة إلى محاولات الانفراد بالضفة من خلال التنسيق الأمني والوجود المباشر للاحتلال وضربات الحصار على غزة». ولفت إلى ما يمتلكه الشعب الفلسطيني الذي يفاجئ العالم في كل مرحلة بأنه أقوى من «محاولات التذويب والتطبيع واجتراح وسائل متعددة في كل محطة». واستعرض رؤية «حماس» للمرحلة المقبلة، أولها «الاتفاق فلسطينياً على الحالة التي يمر بها شعبنا، لأن هذا التوصيف مهم ونقطة انطلاق، ثم الاتفاق على استراتيجية وطنية جامعة». وأشار إلى «وجود أرضية متفق عليها حول ذلك، مثل اتفاق 2006، أي وثيقة الوفاق الوطني (وثيقة الأسرى)، التي وقعت عليها جميع الفصائل ويمكن البناء عليها ولا يمكن فتحها مجدداً»، في إشارة إلى دعوة قيادات فتحوية إلى اتفاقات جديدة لأن السابقة تجاوزها الزمن. وشدد على «ضرورة استنهاض الدور المهم للفلسطينيين في الخارج في رسم السياسة الاستراتيجية، والحاجة إلى برنامج مشترك وآليات للتنفيذ، والمقاومة والعمل الديبلوماسي، وبنية المؤسسة القيادية الفلسطينية». وأشار إلى أن «رؤية حماس تتمثل في ضرورة الاتفاق على رؤية موحدة تتمثل في ضرورة التخلص من الاحتلال عبر مواجهة المحتل بكل أشكال المواجهة، بما فيها المقاومة المسلحة والشعبية والعمل الدبلوماسي». إلى ذلك، من المقرر أن يتوجّه وفد حركة «فتح» برئاسة عضو اللجنة المركزية مسؤول ملف المصالحة عزام الأحمد إلى قطر الإثنين، قبل أن يصل إلى العاصمة المصرية القاهرة الثلثاء المقبل، لبدء حوار ثنائي مع «حماس». ويضم الوفد كل من أعضاء اللجنة المركزية جبريل الرجوب، الذي منعته السلطات المصرية من دخول القاهرة قبل أقل من عام، وحسين الشيخ وروحي فتوح وأحمد حلس. كما سيتوجه وفد «حماس» برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي المنتخب حديثاً صالح العاروري الإثنين المقبل إلى القاهرة، على أن يضم ممثلين من الخارج والضفة والقطاع. وسيلتقي الوفدان الثلثاء برعاية مصرية لمناقشة القضايا والملفات العالقة للبحث فيها، والتوصل إلى نقاط لقاء، عقب زيارة حكومة التوافق الوطني الفلسطينية إلى قطاع غزة الأسبوع الماضي.