عظيم أنت أيها المواطن السعودي، لأنك لم تخيب الأمل والرجاء فيك، ولأنك كنت أسمى وأنبل وأكبر وأعظم من أن تُقاد ممن لا يريد بوطننا خيراً أو تجر وراءهم جراً. قالوا: مظاهرات فقلت: اذهبوا بدعائكم ليس لكم اليوم علينا سبيلاً. قالوا: إصلاح فقلت: لا تفتروا على الله الكذب، ما طريقكم إلا طريق موت وهلاك. ثم ما حاجتنا إلى إصلاح مشبوه يأتي ومن وسط إنكلترا وفارس! عظيم أنت أيها المواطن السعودي، لأنك تؤمن بحاجة البلاد إلى الإصلاح والتغيير، وهو ما دأب عليه ملك هذه البلاد منذ سنوات خلت، ولا يزال عنده الكثير كأملنا الكبير فيه، فأي إصلاح ننشد بعد ذلك، ولدينا ملك رؤاه الإصلاح ولا ينكر ذلك إلا جاحد. عظيم أنت أيها المواطن السعودي، لأنك تميز وتبصر وتفرق بين طريقي الهدم والبناء، فالمسيرات الاحتجاجية والمظاهرات الشعبية ما هي إلا فوضى ممقوتة، وتعطيل لأعمال الناس، ووقف تام لمظاهر الحياة، وهو ما نرفضه ونأباه ولا نختار إلا الطرق الشرعية. عظيم أنت أيها المواطن السعودي، لأنك تعلم علم اليقين أن هناك متربصين بوطننا لا يريدون بنا خيراً، يريدون بنا السوء، يزعجهم ما نحن فيه من نعم عظمى، فالأمن والأمان نعمتان لا تقدران بثمن، ولا يرضي أولئك الناعقين خلف الأبواق المسمومة إلا أن يروننا كما يشتهون نتخبط بين جهل وخوف وقلق وحزن، ونتصارع ليقتل بعضنا البعض. عظيم أنت أيها المواطن السعودي، لأنك أفسدت فرحة شماتة الأعداء بعد أن ظنوا أنهم قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أمانيهم، فجهزوا العدة لاحتفالات تخصهم فانفجرت ألعابهم النارية في وجوههم ليفيقوا على حقيقة «الحكومة السعودية والشعب السعودي يد واحدة». عظيم أنت أيها المواطن السعودي، لأنك أرسلت للعالم أجمع رسالة عظيمة ومختصرة مفادها ألا «جمعة غضب» لدينا، فأيامنا كلها رضا، وأن تلك الهتافات التي ترددها جموع المتظاهرين في الدول العربية المجاورة التي تجتاحها فوضى المظاهرات، لا ولن تتردد عندنا أبداً ليس عن قوة بل قناعة لا تشوبها شائبة، أرادوا أن يسمعوا «الشعب يريد إسقاط النظام»، فسمعوا الشعب يصدح بكل صوته «كلنا عبدالله». عظيم أنت أيها المواطن السعودي، لأنك حمدت الله على سلامة ملك البلاد وفرحت لعودته قبل أيام أيما فرح، فقابل فرحك بقرارات ملكية جوهرها الإصلاح ورفاهية المواطن، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟! عظيم أنت أيها المواطن السعودي، لأنك تعرف الطريق المستقيم نحو المطالبة بالإصلاح والتغيير، فوسائل الإعلام متاحة للجميع والمسؤول يقرأ، فهلا قرأ المرجفون؟! عظيم أنت أيها المواطن السعودي، وعظمتك هذه ما هي إلا جزء يسير من عظمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. اللهم احفظ بلادنا ومليكنا وكل قادتنا من كل مكروه وسوء، اللهم آمين.