خلافاً للدورات الانتخابية السابقة، دخلت المرأة الاستحقاق الرئاسي الحالي ليس كمرشحة بل داعمة للمرشحين. واختلف المفسرون للقانون الايراني على ما اذا كان يحق للمرأة الترشح، اذ ورد في النص ان على المرشح ان يكون «من بين الرجال المتدينين السياسيين». ولم يسمح مجلس الرقابة على الدستور لأي من النساء بالترشح للانتخابات، كما انه في الوقت ذاته لم يعط رأياً قاطعاً حول تفسيره لكلمة «الرجال» الواردة في النص. وتقول ناشطات سياسيات ان كلمة «الرجال» هنا، لا تخص جنس المرشح، بل هي تعميم على الجنس البشري. ومن المدافعات عن هذا الرأي فائزة هاشمي كريمة رئيس مجلس خبراء القيادة في ايران هاشمي رفسنجاني. ولم تلق وجهة النظر تلك، آذاناً صاغية لدى مجلس الرقابة على الدستور الذي عهد اليه تفسير بنود القانون، كما ان علماء الدين الكبار لم يتجرأوا الى الآن على حسم الجدل سلباً او ايجاباً. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية، دخلت المرأه في برامج المرشحين، اذ ظهرت الى جانبهم في المهرجانات والمؤتمرات الصحافية. وتفيد التقديرات الرسمية بأن نسبة النساء في ايران تراوح بين 55 و 60 في المئة، ما يعني ان تأييدهن لمرشح يعطيه دفعاً مهماً، خصوصاً ان الايرانيات يتسمن بالجرأة والشجاعة والاعتماد على الذات. وخلافاً للمرشحين الثلاثة مير حسين موسوي ومهدي كروبي ومحسن رضائي لم يظهر الرئيس محمود احمدي نجاد كثيراً الى جانب زوجته او احدى المسؤولات في حملته الانتخابية، على رغم ان نساء خضن خلال السنوات الاربع الماضية «معارك» من اجل دعمه كفاطمة رجبي زوجة الناطق باسم الحكومة غلام حسين الهام المقرب من الرئيس. ومن ابرز اللواتي ظهرن في هذه الانتخابات زهراء رهنورد زوجة موسوي التي انعكس حضورها بوضوح علي برنامجه في ما يتعلق ب «حقوق المرأة» التي قال انه يريد إحقاقها وإلغاء ممارسات «تحد من حقوقها، بما في ذلك ظاهرة تعدد الزوجات». وزهراء رهنورد حائزة دكتوراه في العلوم السياسية وتدرجت في السلّم الجامعي حتى حصلت على درجة «بروفيسور»، اضافة الى انها تولت لمدة عشر سنوات رئاسة جامعة الزهراء في طهران، وكانت اول امرأة تشغل هذا المنصب الجامعي قبل ان تخرج منه لدى تولي نجاد الرئاسة عام 2005. أما المرشح المحافظ محسن رضائي فذهب الى وزارة الداخلية ليسجل ترشحه الى الانتخابات ومعه زوجته غير المعروفة في الوسط السياسي والثقافي والتي جلست الى جانبه. وهو افرد حيزاً كبيراً في برنامجه الانتخابي لدور المرأة في المجتمع، وزاد علي ذلك بتأكيد انه يريد إسناد مناصب بارزة وحساسة في حكومته الى النساء. وزيرة للخارجية؟ اما المرأة التي يرشحها كثيرون لتولي وزارة الخارجية في حكومة محسن رضائي، فهي ليلي بروجردي التي تعمل حالياً مسؤولة عن دائرة الشباب في مجمع تشخيص مصلحة النظام. وأولى رضائي اهتماماً للمرأة في برنامجه الانتخابي، اذ وضع لربة البيت برنامجاً مالياً وتقاعدياً. وأكدت بروجردي ان «رضائي يريد ان يضع احدى الايرانيات في مقابل وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون». اما «شيخ الاصلاحات» كروبي فدخلت زوجته فاطمة المعترك الاجتماعي منذ قيام الجمهورية الاسلامية، وعملت مديرة للإدارة الطبية في «مؤسسة الشهيد»، اضافة الى عدد من الجمعيات النسوية. وكبقية الاصلاحيين، فإن كروبي يؤمن بحق المرأة في العمل ومساواتها بالرجل في الكثير من الحقوق والواجبات. الى ذلك، تبدو المرأة مرشحة لمزيد من المكاسب الاجتماعية والسياسية، إضافة الى البرامج التي تحققت لها خلال ولاية نجاد.