هل يلجأ المدون الكويتي إلى التعبير عن آرائه وأفكاره عبر مدونته الخاصة، أم أنها مجرد محاولات شابة أكثر عصرية كبديل عن المذكرات الشخصية الورقية التي كانت رائجة في وقت مضى؟ اليوم بات الشاب الكويتي يكتب ما يريد وقتما يريد، متفاعلاً مع أحداث مجتمعه السياسية والاجتماعية، فهل أدرك هذا الشباب أن التدوين هو طريقه الأسهل للتعبير عن رأيه، أم أنها مجرد «شخبطة» كما يحلو للبعض تسميتها؟ ينظر المدون داهم القحطاني الى التدوين كجريدة خاصة به، يتحكم بكل ما ينشر فيها بلا رقيب ولا حسيب ويقول: «التدوين وسيلة للتعبير عن آرائي وافكاري، لكن مع الوقت أصبح كالجريدة الخاصة التي أتحكم فيها لهذا وجدت مشكلة في الكتابة في الصحف التقليدية... اذ كيف أتخلى عن حرية لا سقف لها لا تقيد تفكيري مقابل حرية مهما ارتفعت أجد نفسي معها قلقاً من أي منع أو بتر». ويضيف القحطاني: «لأن التدوين فكرته تقوم على التنوع وعدم وجود ضوابط ثابته أصبح بالنسبة اليّ منصة للإصلاح كما أراه بمعناه الشامل ومن ذلك نشر ما يتعلق بسوء الخدمات العامة ولو كانت مجرد حفرة تعيق المرور في منطقة نائية». ويرى القحطاني أن الميزة الأهم في التدوين «أنك لا تشعر بالعزلة فدوماً هناك من يتفاعل معك بالردود والنقد ولو كان عدد متابعيك بالعشرات فخاصية الترديد والتفضيل وابداء الرأي، أتاحت فرصاً كثيرة للإطلاع على التدوينة الواحدة لمدون عدد متابعيه قليل جداً»، ويلفت الى ان «التدوين خروج على القوالب التقليدية في مسألة الكتابة والقراءة، غير وجه العالم، وجعل الكتابة والقراءة حاجة أساسية للعيش في هذا الزمن بعد أن كانت يوماً من الأيام مجرد نشاط نخبوي». ومن القحطاني، إلى ريم الميع التي بدأت التدوين عندما تم منع أول مقال لها من النشر، فتقول: «اردت ان تكون لي نافذة اطل منها الى المجتمع اكتب ما أشاء وحين أشاء خصوصاً أنني استمد افكاري من الحياة المزدحمة بالأفكار والأحداث والأشياء، وأنقل ما يدور فيها من يوميات ومشاهدات تشكل تجربتي في الكتابة والحياة». وترى الميع أن حجم التفاعل في الاعلام الجديد (تدوين ووسائل تواصل اجتماعي) «مدهش»، وتقول: «في السابق بالكاد تجمعنا مصادفة بقارئ واحد يناقشنا مرة في الشهر أما الآن أصبحنا محاصرين على مدار الساعة» معتبرة أن الكتابة بحد ذاتها هي تسجيل موقف. أما المدونة سارة راشد فتقول إن أهم القضايا التي تشغلها وتشغل متابعيها هي ما يتعلق بالشابة الكويتية، اجتماعياً وجمالياً، فهي تسعى لتوعية الفتاة الكويتية بحقوقها وواجباتها، وكيفية المحافظة على شخصيتها. وتؤكد: «التدوين ليس مجرد شخبطة، بل هي إعلام حر». ولماذا التدوين؟ تجيب سارة «ادون آرائي حول ما يحدث من حولي، في السابق كنت ادونها في مذكراتي الخاصة، وأحياناً في خيالي لا اكثر، ولكن بعد تجربة التدوين على الشبكة اصبحت اتفاعل مع غيري، نتحاور، وهو أمر يثير حماستي دائماً». أحمد الشمري خط لنفسه مهمة اضافية. فعلى رغم أنه يرى في التدوين فرصته الوحيده للتعبير عن رأيه في عالم يتغير في كل لحظة، إلا أنه يسعى أيضاً الى تثقيف الشباب بتخصصه التقني، ويحاول تقديم المعلومات لهم باستمرار، «فالمعلومة كما الرأي، ليست حكراً على احد» كما يقول.