أطلقت مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، ووزارة التربية والتعليم، والمركز الوطني للقياس والتقويم «قياس»، مشروعاً مشتركاً يُعنى بالتعرّف على الموهوبين من طلاب وطالبات التعليم العام، من خلال ترشيحهم من مدارسهم، أو اتباع أسلوب الترشيح الذاتي عبر الموقع الإلكتروني للمشروع، ليتبع ذلك بعض الاختبارات القياسية التي من شأنها التعرّف على قدرات المرشّحين ومستوى إبداعهم. وكشف مدير المركز الوطني للقياس والتقويم «قياس» الأمير الدكتور فيصل بن عبدالله المشاري آل سعود، أن المركز مسؤول بشكل رئيسي عن الأدوات والمقاييس التي تستخدم في عملية اختيار الموهوبين، من خلال الإعداد المبدئي للتعرّف عليهم، وتطبيق الاختبارات وإدارتها واستخراج النتائج، مشيراً إلى أن هذه الأدوات تتمثّل في استمارة الترشيح الأوليّة من المعلمين في المدارس، ومقياس العمليات العقلية المتعددة، ومقياس الإبداع، ومقياس السمات الشخصية المتعددة، وإعداد النظام التقني في رصد بيانات الطلاب منذ بداية الترشيح، بجانب برامج التوعية حول المشروع. وقال خلال مؤتمر صحافي أقيم في مقر مؤسسة «موهبة» في الرياض أمس: «هذا المشروع يهدف إلى التعرّف على الموهوبين من طلاب وطالبات التعليم العام، ومنذ عامين بدأ العمل عليه، لتحديد الأدوات التي تستخدم في الكشف عن الموهوبين، ومركز قياس يعمل على حزمة من الأدوات تسهم في الوصول إلى الموهوبين من البنين والبنات من مراحل تعليمية مختلفة، وتحديداً من الصف الثالث الابتدائي إلى نهاية المرحلة الثانوية، والاختبار الذي يتم تقديمه يأتي متعدد الجوانب، من حيث اختبار القدرات العقلية واختبار للإبداع وقياس للجوانب الشخصية المختلفة لدى الطلاب والطالبات الذين يتم اختيارهم، وبالتالي فإن ذلك يمكّننا من رعاية هذه الشريحة وإعطائهم البرامج المناسبة من مؤسسة موهبة ووزارة التربية والتعليم، وأجد أن هذا المشروع يأتي ليجسّد تكامل الجهود بين الجهات ذات العلاقة في رعاية الموهوبين، حتى يمكن لهؤلاء تقديم الفائدة للوطن مستقبلاً». وشدّد على أن إخضاع الموهوبين لاختبارات «قياس» لا ترتبط بنظرة بعض الطلاب والطالبات لها، لافتاً إلى أن المشروع من شأنه أن يؤصل مبادئ المركز في مقاييسه للطلاب، ويؤصل المنهجية الصحيحة التي يعمل المركز على انتهاجها في كل أعماله، إضافة إلى إمكان تعامل شرائح المجتمع في نطاقات أخرى غير نطاق عملية القبول الجامعي المعتادة، معتبراً أن هذه العملية أكثر حساسية من عملية اختبارات قياس الموهوبين. من جانبه، عزا الرئيس التنفيذي للمشروع الدكتور عادل القعيّد، أسباب عدم استهداف طلاب وطالبات التعليم العالي بشكل مباشر من خلال المشروع، إلى أن الموهوبين الذين سينضمون إليه سيواصلون فيه حتى بعد تخطيهم للمرحلة الثانوية وستتواصل متابعتهم، مشيراً إلى أن نطاق العمل حالياً يتمثّل في اكتشاف الموهوبين في التعليم العام، حتى يمكن الوصول لاحقاً إلى تأسيس جمعية تضمّ كل من انضمّوا إليه، ممن فعّلوا مواهبهم وقدّموا المكاسب والتميّز، مؤكداً أن طالب التعليم العالي يأتي ضمن استراتيجية الموهبة والإبداع، كونه يشكّل أهميّة كبيرة. وأوضح أن المشروع استهدف خلال العام الأول منه 16 إدارة تعليمية، تم ترشيح ما يصل إلى 31 ألف طالب وطالبة منها حتى الآن، متوقعاً أن يصل عدد المرشحين إلى 40 ألف مع نهاية فترة التسجيل في 4 نيسان (أبريل) المقبل، مبيّناً أنه سيتم استهداف عدد أكبر من الطلاب خلال العام المقبل، وسيتم تعميمه على جميع المدن والمحافظات. وأضاف: «انطلق هذا المشروع من ثلاث جهات مهمّة، بحيث تؤدي كل منها ما تمتاز به من أدوات، فهناك الكثير من الجهود التي تبُذل من بعض الجهات للتعرّف على الموهوبين، ودمج تلك الجهود في مشروع واحد كهذا أمر مهم يسهم في الارتقاء بالجودة والنوعية، والمشروع يهدف إلى فتح المجال والآفاق أمام الموهوبين من خلال البرامج النوعية التي تقدّم لهم، والتعرّف على سماتهم وخصائصهم وإمكاناتهم، وأدوات التعرّف على ذلك مبنية على أسس علمية حديثة، وبالتأكيد أن للمدرسة دوراً ايجابياً في عملية الترشيح لهذا المشروع، ونأمل بأن تكون جميع المدارس حاضنة للموهوبين بالشكل الأمثل، فهذا المشروع من شأنه العمل على حصر الموهوبين، بحيث تتكوّن قاعدة بيانات تخدم الوطن بما لديها، والنتائج الظاهرة حتى الآن من خلال العام الأول تعطي مؤشرات جيّدة لتوقّع أعداد كبيرة في الأعوام المقبلة، ليتم اختيار الأفضل بينهم».