توعّدت موسكو ب «ردّ مناسب» على اقتحام السلطات الأميركية القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو، في خطوة اعتبرتها «احتلالاً» يتعارض مع «كل الأعراف الديبلوماسية». تزامن تأجيج التوتر مع تقديم السفير الأميركي الجديد جون هانتسمان في موسكو أوراق اعتماده إلى الرئيس فلاديمير بوتين، الذي دعا إلى علاقات «واضحة» «تحترم المصالح القومية» للجانبين. وغادر الطاقم الروسي القنصلية الشهر الماضي، بعدما أمرت واشنطنموسكو بإجلاء أفراد من بعثتها، في إطار «حرب تمثيل ديبلوماسي»، أسفرت عن طرد متبادل لديبلوماسيين، وإغلاق بعثات لدى الطرفين. وأعلنت الخارجية الروسية أن المسؤولين الأميركيين شغلوا آنذاك الأجزاء الإدارية من المجمّع، مستدركة أنهم دخلوا الإثنين المباني السكنية التي أغلقها الطاقم لدى رحيله. ونشرت الوزارة أمس تسجيلاً مصوراً، بثّه التلفزيون الروسي، أظهر شرطيين أميركيين يكسرون أقفالاً على أبواب مبان تابعة للقنصلية قبل اقتحامها، وتنفيذ عمليات تفتيش واسعة فيها. واتهمت الوزارة ممثلي السلطات الأميركية ب «السيطرة على كل مباني القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو، بما في ذلك مكتب القنصل العام»، منددة ب «عدوان أميركي آخر». وأضافت: «على رغم التحذيرات الروسية، لم تستجب السلطات الأميركية صوت العقل، ولم تتراجع عن ممارسات غير قانونية، واحتلت مباني القنصلية، ما يشكل انتهاكاً فظاً للقانون الدولي». وأكدت أن موسكو «لم ولن توافق على رفع الحصانة الديبلوماسية على ممتلكاتها في الولاياتالمتحدة»، متحدثة عن «مجرد احتلال يُعتبر سابقة ويتعارض مع كل الأعراف الديبلوماسية». وتابعت: «نفهم أن الأميركيين، باقتحامهم مبانينا الديبلوماسية، قبِلوا بأن تتعرّض بعثاتهم في روسيا للمعاملة ذاتها. نحتفظ بحقنا في ردّ مناسب. مفهوم المعاملة بالمثل كان وسيبقى حجر الزاوية في الديبلوماسية». تزامن «الاشتباك» المتجدد بين الجانبين مع تقديم هانتسمان أوراق اعتماده إلى بوتين، الذي اعتبر أن «مستوى العلاقات لا يمكن أن يكون مرضياً»، مشدداً على أن «العلاقات الروسية – الأميركية ، يجب أن تقوم على أساس التزام مبادئ المساواة واحترام المصالح القومية لكل طرف وعدم التدخل في الشؤون الداخلية». وأضاف: «نحن مع علاقات بنّاءة، واضحة الأسس، يسودها تعاون يصبّ في مصلحة البلدين». أما هانتسمان، فقال إنه «يتطلع إلى العمل لإعادة بناء الثقة بين بلدينا، وتعزيز العلاقات على أسس التعاون والمصالح المشتركة»، وزاد: «سأسعى إلى تبادل وجهات النظر مع الشعب الروسي بكل أطيافه، ونشر القيم الأميركية، والعمل لتعميق ما أحمله من تقدير كبير لغنى التاريخ والثقافة الروسية وسحرهما». وكان ناطق باسم الكرملين، أعرب عن أملٍ بأن يمكّن «وصول السفير الجديد البعثة الديبلوماسية الأميركية في موسكو من المساهمة في إصلاح الضرر الذي ألحقته ممارسات واشنطن بعلاقاتنا»، علماً أن هانتسمان كان قال خلال جلسة المصادقة على تعيينه في المنصب، إن «لا شكوك» لديه بتدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية، معتبراً أنها «تهدد استقرار» أوروبا. في السياق ذاته، أعلن موقع «فايسبوك» أن حوالى 10 ملايين شخص في الولاياتالمتحدة شاهدوا 3 آلاف إعلان «توسّع انقسامات عرقية واجتماعية»، مشيرة إلى أن روسيا اشترت هذه الإعلانات قبل الانتخابات الأميركية وبعدها. وسخرت الخارجية الروسية من إعلان وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) حاجتها إلى استقطاب موظفين يجيدون الروسية. ونشرت الوزارة على موقع «تويتر» تغريدة ساخرة «تشكر ل (سي آي إي) دعمها ترويج اللغة الروسية»، مؤكدة «استعداد موسكو لمدّ واشنطن بالخبرات والتوصيات اللازمة في هذا الصدد». على صعيد آخر (أ ف ب، رويترز)، اعتبر وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أن على الرئيس دونالد ترامب أن «يدرس الاستمرار» في الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست، وزاد خلال جلسة لمجلس الشيوخ: «إذا استطعنا التأكد من التزام إيران الاتفاق، وتحديد هل يصبّ ذلك في مصلحتنا، فيجب الاستمرار فيه».