طوكيو، فيينا، باريس - أ ف ب، رويترز – تابع العالم بقلق متزايد أمس، تطور الوضع المتقلب وغير الواضح في محطة فوكوشيما دايتشي النووية شمال شرقي اليابان، والتي شهدت انفجاراً ثانياً في أحد مفاعلاتها الستة المتضررة بالزلزال الذي ضرب البلاد بقوة 8.9 درجات الجمعة الماضي. وطلبت طوكيو، بعدما استبعدت طيلة الأيام الأربعة الماضية احتمال وقوع كارثة مماثلة لما حصل في مفاعل تشيرنوبل في اوكرانيا العام 1987 والتي اعتبرت الأعلى في سلم الحوادث النووية، طلبت رسمياً مساعدة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حماية المحطات النووية وضمان سلامتها. وأكدت شركة «طوكيو الكتريك باور» (تيبكو) تجاوز مستوى النشاط الإشعاعي في موقع محطة فوكوشيما السقف المحدد ب500 ميكروزيفرت في الساعة، وصولاً الى 751 ميكروزيفرت، بعدما كان بلغ 1557.5 ميكروزيفرت أول من أمس، أي بزيادة تتجاوز نصف المستوى السنوي الطبيعي للإشعاع بالنسبة الى العامة، وهو ألف ميكروزيفرت. ووزعت السلطات اليابانية 230 ألف وحدة من «اليود» الذي يساعد في الحماية من الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، في حال التعرض لإشعاع اثر حادث نووي، وذلك في مراكز إجلاء نقل إليها 185 ألفاً من سكان المناطق القريبة من محطات نووية. وأوضحت ان الإجراء احتياطي، وسيُعتمد في حال الضرورة. وهيمنت المخاوف من كارثة اليابان خلال افتتاح اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني الكبرى، في باريس أمس، اذ ناقشوا وسائل تخفيف عواقبها على الاقتصاد العالمي الذي بالكاد باشر الخروج من أزمة مالية كبيرة، والمخاوف الطارئة في مجال الأمن النووي. تزامن ذلك مع إعلان وزير الصناعة والطاقة الفرنسي اريك بوسون أن الوضع بعد الحادث في محطة فوكوشيما مقلق، و «لا يمكن استبعاد كارثة نووية مع انصهار قضبان الوقود النووي في المفاعلات بعد تضرر الأغطية التي تحميها»، علماً ان القضبان التي يحاول موظفو «تيبكو» تبريد أنابيبها باستخدام مياه البحر انكشفت مرتين أمس، ما يهدد بتسرب إشعاعي واسع، بحسب خبراء نوويين. وواكب هذه التصريحات جدل حول المشاريع النووية المدنية في ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا، حيث دعا نواب الى تعليق تطوير الطاقة النووية. كما علقت سويسرا كل مشاريع تجديد محطاتها النووية، فيما قررت الهند مراجعة سلامة مفاعلاتها. لكن الصين وروسيا القريبتين من اليابان نفتا وجود تهديد نووي «شامل». ومع مواصلة رجال الإغاثة اليابانيين سباقهم ضد الزمن في محاولة للعثور على ناجين، بعد أربعة أيام على الزلزال وأمواج المد «تسونامي» التي تلته، ظلت عمليات البحث بلا جدوى، فيما عُثِر على حوالى ألفي جثة على سواحل مقاطعة مياغي، حيث يتوقع ان تتجاوز حصيلة الضحايا 10 آلاف. ووفرت السلطات إمكانات هائلة لإغاثة 590 ألف شخص اجلوا لفقدانهم مساكنهم، او لمكوثهم في دائرة تبعد 20 كيلومتراً عن محطة فوكوشيما النووية. ويواجه ملايين من المواطنين مشاكل انقطاع التيار الكهربائي والمياه، ما دفع شركة «غاز بروم» الروسية الى إعلان تخطيطها لزيادة إمدادات الغاز الطبيعي المسال الى اليابان في القريب العاجل.