ضرب السعوديون للعالم مثالاً لن ينسى في الولاء للقيادة السياسة للبلاد الجمعة الماضية عندما خذلوا دعاة الفتنة والفوضى الذين أزبدوا وأرعدوا وهددوا «من منازلهم» بيوم غضب تهتز له مدن المملكة فارتدوا على أعقابهم خائبين مصدومين من أهدأ يوم شهدته السعودية منذ سنوات. «المحرضون» على الفتنة من منازلهم أخذوا يسوقون التبريرات لوكالات الأنباء العالمية، فقالوا إن التعزيزات الأمنية أفشلت مخططهم وثنت أعوانهم عن الخروج، متعامين عن أن دولاً مجاورة كانت تمتلك قوات أمنية تعداد أفرادها يفوق تعداد أفراد الجهاز الأمني السعودي بعشرات الأضعاف ، ومع ذلك خرج فيها المتظاهرون، وهذا يُسقط حجة التعزيزات الأمنية ويؤكد للعالم أجمعه أن الولاء الذي يدين به السعوديون لقيادتهم السياسية هو المحك الأكبر والأقوى والأمنع من أي قوات.حجة أخرى ساقها «المحرضون من منازلهم» لوسائل الإعلام الأجنبية مدعين أن بيان هيئة كبار العلماء كان له تأثير كبير على أعوانهم الوهميين، وهي حجة ساقطة مثل سابقتها فما زال العالم كله يتذكر تحريم مفتي الأزهر خروج المتظاهرين المصريين في 25 يناير، الذي قوبل برفض شعبي لانعدام عنصر الولاء للقيادة السياسية التي مثلها الرئيس السابق حسني مبارك. أما الحجة الأكثر سذاجة وإثارة للضحك فهي إدعاء أولئك المحرضين أن السبب في فشل مخططهم يعود إلى التضارب بين مواعيد خروج المتظاهرين الذين لاوجود لهم إلا في مخيلتهم، وهذه لا تحتاج لرد كونها أقرب إلى الطرفة من الحجة. إن السعوديين بمختلف انتماءاتهم ومستوياتهم الثقافية والاجتماعية يدركون جيداً أن الإصلاح ومعالجة الأخطاء ومكافحة الفساد وحل المشكلات أشياء لا يمكن أن تتحقق بتدمير البلاد وإثارة الفوضى وزعزعة الأمن، فهذه مسألة تشبه قتل رجل مريض بالزكام لمعالجته من العطاس، ولن يستفيد منها سوى أعداء هذا الوطن الذين يتحينون الفرص للانقضاض عليه ونهب ثرواته ومقدراته .. ولعل التغطية الإعلامية التي تفيض حقداً على السعودية في قنوات فضائية تابعة لأنظمة إجرامية قامعة لشعوبها كشفت بشكل جلّي أن هناك دولاً تتربص بهذه البلاد وأن الأمر ليس متوقفاً على سفيه في لندن أو ناعق في بقعة أخرى من هذا العالم كما قد يتصور البعض. الأيام الماضية سجلت ثلاثة مواقف سعودية جديرة بالتأمل والاعتزاز أحدها موقف سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل عندما قطع الطريق على المتربصين بإعلانه رفض المملكة بشكل صارم تدخل أي جهات خارجية في شؤونها الداخلية، والثاني موقف الشعب الذي أحبط دعاة الفتنة ومثّل «بيعة جديدة» لقيادته السياسية، أما الموقف الأخير فهو موقف سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز عندما وقف أمام وسائل الإعلام مهنئاً خادم الحرمين الشريفين و ولي عهده بدحر دعاة الفتنة، واصفاً الشعب السعودي بأنه وفي كريم، واختتم حديثه بقوله : «الكثير في القلب والعقل مما يُقال لهذا الشعب الذي رفع رؤوسنا أمام العالم كله".... وليس بعد هذه الكلمات كلام يُكتب أو يُقال. [email protected]