استعادت القوات العراقية في هجوم واسع شنته اليوم (الإثنين)، بلدة الرشاد (35 كيلومتراً جنوب شرق الحويجة)، المعقل الأخير لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في شمال البلاد. وقال الفريق الركن عبد الأمير يار الله في بيان «شرعت قوات جهاز مكافحة الإرهاب وقطعات الحشد الشعبي بتنفيذ عملية واسعة لتحرير ناحية الرشاد والقرى والمناطق المحيطة بها ضمن الصفحة الثانية من المرحلة الثانية لعمليات تحرير الحويجة والتفاصيل». وقال قادة عسكريون عراقيون إن «داعش» كان يستخدم قاعدة الرشاد الجوية معسكراً لتدريب وقاعدة للدعم. وكان عناصر من التنظيم سيطروا على القاعدة بعد انهيار الجيش العراقي في العام 2014، أمام هجوم للتنظيم. وقال المقدم صالح ياسين من الجيش العراقي «بعد القيام بأعمال تأهيل سريعة، ستلعب القاعدة الجوية دوراً مهماً لفائدة القوات العراقية في السماح لطائرات الهليكوبتر بنقل الجنود والأسلحة خلال أي عملية مستقبلية لحفظ الأمن في الشمال». وأضاف قائلاً «القاعدة الجوية ستساعد في وضع نهاية للجيوب الإرهابية المختبئة في المناطق الجبلية قرب كركوك، وتبعد أي تهديد محتمل عن منشآت الطاقة وحقول النفط». واستعادت القوات العراقية منذ انطلاق عمليات استعادة الحويجة، ثلاث بلدات وهي العباسي والزاب والساحل الأيسر للشرقاط وأكثر من مئتي قرية. وأعلنت ميليشيات «الحشد الشعبي» تحرير خمس قرى جنوب الرشاد منذ انطلاق العملية فجر اليوم. وأضرم «داعش» النيران في ثلاثة آبار قرب الحويجة، غربي مدينة كركوك النفطية. وقال مسؤولون عسكريون إنه جرى السيطرة على النار في أحد الآبار، لافتين إلى ان السيطرة على ألسنة اللهب في البئرين الآخرين ربما يستغرق ثلاثة أيام. وأوضح مسؤولون في شركة «نفط الشمال» التي تديرها الدولة إن إرسال أطقمها لتقييم الخسائر في الآبار لا يزال محفوف بالمخاطر. واستولى المتطرفون على الحويجة التي تقع على بعد 230 كيلومتراً عن بغداد، في حزيران (يونيو) 2014 تزامناً مع سيطرته على الموصل، ثاني مدن العراق التي استعادتها القوات العراقية بدعم من طيران التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة في تموز (يوليو) الماضي. وفي سياق منفصل، دعا الناطق باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي في بيان اليوم، السلطات الكردية إلى «وقف التصعيد والاستفزاز» في المناطق المتنازع عليها التي سيطر عليها الأكراد بعد حزيران (يونيو) 2014، مجدداً الطلب من إقليم كردستان إلغاء نتائج الاستفتاء والدخول في حوار جاد مع بغداد. ويشير الحديثي إلى المناطق التي سيطر عليها الأكراد في محافظات نينوى وديالى وكركوك، مستغلين الفوضى التي حصلت بعد انهيار قطاعات الجيش في منتصف 2014 في مواجهة التنظيم. وأوضح الحديثي أن «المناطق التي تسمى المتنازع عليها تخضع الى ولاية الحكومة العراقية. وبالتالي، كل ما يتعلق بالقضايا الادارية والخدمية هو تحت ادارة وسلطة الحكومة الاتحادية». وأضاف: «لكن بعد 10 حزيران 2014، تمددت قوات البيشمركة، وهناك مواقف لمسؤولي الإقليم أن لا عودة عن المناطق التي انتشروا فيها، وهذا مخالف للدستور». وتابع أن «حركة قطعات قوات البيشمركة التي كان من المفترض أن تكون بشكل موقت في المناطق التي تحررت في الموصل، يجب أن تنتهي، لأنها تشكل استفزازاً». وأكد الناطق «ضرورة قيام الإقليم بإلغاء نتائج الاستفتاء المخالف للدستور ومن ثم الدخول في حوار جاد لتعزيز وحدة العراق». إلى ذلك، قال مدير جمارك معبر باشماخ في مدينة السليمانية شاخوان ابو بكر ان القوات الايرانية والعراقية بدأت اليوم مناورات عسكرية في العراق على بعد 250 متراً من حدود اقليم كردستان بمشاركة دروع ومشاة. وأضاف أبو بكر: «بدات القوات الايرانية والعراقية عند الساعة 11:00 بالتوقيت المحلي مناورات على بعد 250 متراً من الحدود اقليم كردستان». ويعتقد أن الخطوة تأتي في إطار تدريبات مشتركة مزمعة بين القوات المسلحة الإيرانيةوالعراقية رداً على استفتاء الاستقلال الذي أجراه أكراد العراق الأسبوع الماضي. وقال المسؤول من أربيل عاصمة كردستان العراق «يمكن رؤية الدبابات من الجانب الكردي». ونقل التلفزيون الإيراني السبت عن ناطق عسكري قوله إن إيرانوالعراق «اتفقا على إجراءات لتأمين الحدود واستقبال قوات عراقية ستتمركز في مواقع حدودية». إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن جندياً أميركياً من التحالف الذي تقوده لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) قتل وأصيب آخر أمس (الأحد)، في العراق عندما انفجرت عبوة ناسفة بدائية الصنع في مركبتهما. وذكر الناطق باسم البنتاغون الميجر جنرال أدريان رانكين جالواي أن الحادث وقع أمس، لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل. وقتل أحد أفراد فوج فرنسي من المظليين تابع للتحالف في عمليات سورية والعراق الشهر الماضي. وقتل 12 من الجنود الأميركيين في القتال ضد تنظيم «داعش» في العراق وسورية منذ العام 2014 وفقاً لبيانات وزارة الدفاع الأميركية.