قال وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب إن «المأساة المروعة» التي شهدتها محطة قطارات سان شارل في مرسيليا وأودت بحياة شابتين، «يمكن أن تكون عملاً إرهابياً». وتكتّم كولومب الذي توجه إلى مكان الاعتداء فور وقوعه، حول هوية منفذه، الذي يعتقد أنه عربي، وهو في العشرينات من العمر، وأنه صرخ «الله أكبر» قبل أن ينهال بسكين على شابتين في ال20 وال17 من العمر، وقتلهما على الفور. وذكر كولومب أن التحقيق في الاعتداء سيتم على المستويين المحلي والوطني، وأشاد «ببرودة أعصاب» رجال الأمن الموجودين في المكان، قائلاً «ربما منعوا المعتدي من إسقاط ضحايا آخرين». وكانت الساعة تقارب الثانية من بعد الظهر بالتوقيت المحلي، عندما وقف المهاجم من مقعد كان يجلس فيه في قاعة المحطة، وطعن الشابتين فأصاب واحدة في رقبتها والثانية في بطنها، وفقاً لما أظهرته الصور الأولية لكاميرات المراقبة الموزعة في المكان. وتوجه المهاجم بعد ذلك الى الباحة الأمامية للمحطة، حيث صادف جنوداً من قوة «سانتينيل» التي تتولى حماية المقرات العامة بموجب حالة الطوارئ، وحاول مهاجمة أحد أفرادها الذي بادر إلى إطلاق النار عليه ما أدى إلى مقتله. كما أظهرت كاميرات المراقبة أن المهاجم عمل بمفرده ولم يكن لديه أي شريك داخل المحطة عند تنفيذه الهجوم. وتسبب الهجوم بحالة ذعر في محطة سان شارل التي كانت مكتظة بالمسافرين، الذين أخلاهم رجال الأمن بعد تعليق حركة القطارات في المحطة. وعثر رجال الأمن على أحد السكّينين اللذين كانا بحوزة المهاجم على مسافة خمسة أمتار من مكان مقتله. واستخدمت أجهزة الأمن بصمات المهاجم وال «دي أن آي» الخاص به لتحديد هويته كونه لم يكن يحمل أوراقاً ثبوتية. وأعرب الرئيس إيمانويل ماكرون عن سخطه العميق حيال ما حصل، وهو يتزامن مع مناقشة البرلمان الفرنسي لقانون يتيح إلغاء حالة الطوارئ المطبقة في فرنسا منذ نحو 3 سنوات. وجاء اعتداء مرسيليا بُعيد اعتداء مشابه شهدته كندا، وأدى إلى إصابة خمسة أشخاص بجروح واعتقال مهاجمهم.