أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بحدوث اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وحلفائها من ناحية وعناصر تنظيم «داعش» من ناحية أخرى بالقرب من جنوب منطقتي الشولا وكباجب على طريق دير الزور – دمشق، والذي يعتبر الشريان الرئيسي لمدينة دير الزور التي تسيطر القوات النظامية على أجزاء واسعة منها. ويحاول «داعش» من خلال الهجوم قطع طريق دير الزور- دمشق وإيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية الممكنة في صفوف القوات النظامية. وتترافق الاشتباكات مع قصف مكثف ومتبادل بين طرفي القتال. ويتزامن هذا القتال في بادية دير الزور الغربية، مع هجوم عنيف ل «داعش» على منطقة المريعية في شرق مدينة دير الزور، ترافق مع تفجير التنظيم لعربة مفخخة استهدفت مواقع لقوات النظام في المنطقة القريبة من مطار دير الزور العسكري. وتمكنت القوات النظامية صباح أمس من استكمال السيطرة على أجزاء من طريق دير الزور– البصيرة الواقع على الضفاف الشرقية لنهر الفرات. وأتاح لها هذا التقدم الهام استكمال الطوق ومحاصرة «داعش» بمدينة دير الزور في شكل كامل بالإضافة إلى محاصرته في قرية الحسينية وما تبقى له من مناطق على الضفاف الشرقية قبالة مدينة دير الزور، وبهذا يصبح التنظيم محاصراً من قبل قوات النظام و «قوات سورية الديموقراطية». من جانبه، أعلن «داعش» مقتل جندي روسي وأسر اثنين في دير الزور. وذكرت وكالة «أعماق»، الناطقة باسم التنظيم أمس، أن «جندياً روسياً قتل خلال معارك في بلدة الشولا في صحراء دير الزور الغربية». وأضافت أن عناصر التنظيم أسروا اثنين من القوات الروسية وثالثاً من القوات النظامية في البلدة. وشن التنظيم هجوماً واسعاً على مواقع القوات النظامية في بلدتي الشولا وكباجب في صحراء دير الزور الغربية. وسيطر التنظيم على البلدة، وقتل حوالى 33 عنصراً من قوات النظام خلال المعارك، بحسب «أعماق»، إضافة إلى مقتل 15 عنصراً وإصابة آخرين في هجوم بسيارة مفخخة في قرية المريعية جنوب شرقي دير الزور. وتعتبر بلدة الشولا إستراتيجية كونها واقعة على أوتوستراد دمشق- دير الزور. وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، الأحد الماضي، عن مقتل اللفتنانت جنرال فاليري أسابوف في قصف قرب دير الزور، إثر قذيفة أطلقها التنظيم على مركز قيادة تابع لقوات النظام. وقال الجنرال فاليري جيراسيموف رئيس هيئة الأركان الروسية إن أسابوف كان «مُعاراً» للحكومة السورية كقائد عسكري ويعمل في الجيش السوري في شكل رسمي. وأوضح أن أسابوف (51 سنة) كان رئيساً لأركان القوات الروسية في سورية ثم شغل بعد ذلك منصب قائد الفيلق السوري الخامس للمتطوعين. ومعروف أن الفيلق الخامس للمتطوعين سُلح بأسلحة روسية منذ تشكيله في أواخر عام 2016 وأن مستشارين من الروس عملوا فيه لكن أياً من دمشق أو موسكو لم تعلن من قبل أن قيادة الفيلق روسية. وأكد المندوب السوري الدائم في الأممالمتحدة بشار الجعفري، أن الأميركيين زجوا بكامل قواتهم في دير الزور، لمسابقة الجيش السوري بدلاً عن محاربة «داعش». وأوضح الجعفري أن عناصر التنظيم انسحبوا «واستعاد الجيش السوري مدينة دير الزور والمواقع المحيطة بها»، إلا أن «التحالف الدولي» الذي تقوده الولاياتالمتحدة، أوقف عملياته في الرقة، معقل «داعش» وزج «قوات سورية الديموقراطية» التي يدعمها في دير الزور. وتساءل الجعفري مستنكراً: «من الذي ضرب موقع الجيش السوري في جبل الثردة في دير الزور في أيلول (سبتمبر) 2016 أي قبل سنة تماماً وتحدثنا عن هذا الموضوع في المجلس... أليس الطيران الأميركي هو الذي قصف موقع الجيش العربي السوري المرابط في دير الزور والذي كان يحمي 300 ألف مدني هناك من داعش». وأكد المندوب السوري أن ذلك القصف «مكن داعش من السيطرة على الموقع، وقصف مدينة دير الزور على مدار سنة بكاملها». وشدد الجعفري على أن هذا الأمر تكرر في أيلول الجاري بالدفع ب «سورية الديموقراطية» إلى دير الزور في الوقت الذي أعلنت فيه وزارتي الدفاع السورية والروسية «أن دير الزور ستتحرر من داعش في غضون أسبوع، وكان جيشنا على أبواب المدينة، وقضى الطيران الروسي والسوري على 850 إرهابياً من داعش تم قتلهم في دير الزور». تزامناً، أفاد مركز المصالحة الروسي في سورية، بأن عسكريي المركز قاموا أمس بنقل حزمة من الأدوية إلى دير الزور، التي رفع الحصار عنها أخيراً. وقال الناطق باسم مركز «حميميم» للمصالحة فلاديمير كورزوفاتيخ للصحافيين، «تمكنا اليوم من إيصال أول مجموعة من الأدوية»، موضحاً أن المساعدات الطبية تتضمن مضادات حيوية وأدوية لخفض الحرارة ولعلاج القلب وجهاز الدورة الدموية وكذلك أدوية للأطفال.