سلم آمر لواء الرد السريع في الداخلية العراقية اللواء الركن نعمان داخل أمس نفسه الى هيئة النزاهة بطلب من رئيس الوزراء نوري المالكي، بعد فراره أمام مفرزة تابعة للهيئة ضبطته يتعاطى رشوة بقيمة 50 ألف دولار مساء أول من أمس. وأوضح مصدر أمني رفيع المستوى ل «الحياة» أن «رئيس الوزراء اتصل بداخل، وطلب منه تسليم نفسه الى هيئة النزاهة وأن يأخذ التحقيق مجراه». وأشار المصدر الى أن «عملية ضبط اللواء متلبساً بتقاضي الرشوة قرب ساحة عباس بن فرناس»غرب بغداد. وأضاف: «يبدو أن معلومات خطيرة تسربت الى هيئة النزاهة، ما اضطرها الى نصب مكمن بالاتفاق مع أحد المتطوعين حيث وثقت عملية الرشوة بالصوت والصورة عبر كاميرا رقمية صغيرة كان يحملها المتطوع». ولفت الى أن «هناك سراً أو حلقة مفقودة في عملية الاعتقال تلك إذ أن اللواء نعمان داخل، يعد الأداة الأساسية التي تعتمدها القوات الأميركية والحكومة العراقية في ملاحقة أمراء وعناصر تنظيم القاعدة والمجموعات المسلحة. وتخصص له أموال كبيرة تدفع على شكل دفعات نثرية لتغطية نفقاته وعناصر اللواء الذي تعول عليه الحكومة كثيراً في تنفيذ العمليات المباغتة لتطهير بعض المناطق من سيطرة المجموعات الإرهابية وآخرها كان في إحدى القرى التابعة لمدينة تكريت». وتابع إن «سيناريو الرشوة الذي اعتقل على ضوئه اللواء داخل اعتمد على استقدام أحد وجوه مدينة تكريت للتوسط لديه لإطلاق أحد قادة القاعدة الذين اعتقلوا قبل أيام لقاء 60 مليون دينار عراقي (ما يعادل 50 ألف دولار)، وما أن اكتشف آمر اللواء أنه وقع في مكمن حتى أمر حرسه بالاشتباك مع رجال هيئة النزاهة وانهالوا عليهم بالضرب المبرح. لكن اللواء امتثل لتوجيهات رئيس الوزراء بتسليم نفسه الى سلطات النزاهة للتحقيق معه في ملابسات التهم الموجهة إليه. وهناك حلقة مفقودة في هذه الحادثة، لا سيما بعد تخلي رئيس الحكومة عن داخل بهذه السهولة».