طوال 16 سنة، عاني عبدالله الأمرّين، بسبب مرضه، الذي عجز الأطباء عن علاجه. فلم يكن في يدهم شيء، على حد تعبيرهم، سوى «التشخيص وصرف الأدوية». ويبلغ عبدالله من العمر الآن، 21 سنة. وكل أمله الوصول إلى «حل جذري» لمشكلته الصحية. وعبدالله هو الابن الثاني بين خمسة أخوة، جميعهم لا يعانون من أي مشكلة صحية، إلا أن ما يعانيه يؤثر في إخوته وكل أفراد أسرته نفسياً. بعد ان عجز الأطباء عن معالجته، فيما عامل الوقت مهم جداً في معالجته الصحية. ويقول والده غالب الشمري: «وُلِد عبدالله سليماً، إلى أن بلغ الخامسة من عمره، إذ بدأت تظهر عليه أعراض المرض، فلم يكن باستطاعته الدخول إلى دورة المياه، لتفريغ المثانة. وكان احتباس السوائل في المثانة يسبب له الآم حادة، وتحرمه السكينة، أو اللعب كغيره من الأطفال»، مضيفاً: «لم أترك باباً لم أطرقه. ولكن من دون جدوى. وفي كل مرة يكون تشخيص الأطباء انه «تحجر المثانة». ويبلغونا بأنه لا يوجد لهذا المرض علاج في الطب». وخلال 16 سنة، ساءت حال عبدالله الصحية في شكل كبير. ويوضح والده «خلال هذه السنوات كانت معاناته مع المثانة وتحجرها، وعدم مقدرته على دخول دورة المياه، ولكنه تطورت الحالة، بسبب عدم وجود العلاج، إلى فشل كلوي، وهو ما دفع الأطباء إلى إجراء غسيل الكلى له منذ عام، ولثلاث مرات في الأسبوع الواحد، وهذا ما يزيد من معاناته وألمه، فالغسيل يستغرق ثلاث ساعات ونصف الساعة، ويعود بعدها متعباً ومنهكاً، ويشارف على الهلاك. ولو فكرنا في إجراء جراحة زرع الكلى، فما الفائدة من ذلك؟ فالمشكلة الأساس تكمن في المثانة، وبسببها تضررت الكليتين». ولم يجد أبو عبدالله بداً من طلب العلاج خارج المملكة، «توجهت إلى مستشفيات حكومية وخاصة عدة، في الرياض، والمنطقة الشرقية. كما توجهت إلى طلب العلاج خارج المملكة على حساب الدولة، إلا أن العائق الأكبر كان استخراج التقارير الطبية من المستشفيات الحكومية. وما زلت أنتظر التقرير من أحد المستشفيات الحكومية، بعد ان قدمت طلباً منذ شهر». وأكمل: «كان العلاج خارج المملكة خيارنا الوحيد، بعد أن استعصى على الأطباء في المستشفيات المحلية الوصول إلى علاج يوقف آلامه المتزايدة، فتزامن مع بدء عمليات الغسيل تركيب أنبوب في مثانة عبدالله، ليقوم هو يدوياً بتفريغ المثانة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات. ونحن نرمقه بعين والحسرة، فلم يعش فترة طفولته ومراهقته وشبابه كبقية أقرانه، وينتقل من عذاب إلى آخر، ومن مشكلة صحية إلى أخرى، لتزداد حاله تفاقماً».