أعربت عضوات بمجلس الشورى عن سعادتهن بالقرار التاريخي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، وعبرن في حديثهن ل«الحياة» عن تشوقهن لتعلم قيادة السيارة، ومن ثم الحصول على الرخصة وشراء سياراتهن الخاصة. وقالت الدكتورة سامية بخاري: «كم سعدنا بهذا القرار التاريخي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي سمح فيه بقيادة المرأة السيارة، وهذا القرار يمثل مع كثير من القرارات التي صدرت خلال الفترة البسيطة تمكين المرأة السعودية، وقد ورد في القرار الأمر بتشكيل لجنة على مستوى عال من وزارات الداخلية والمالية والعمل والتنمية الاجتماعية لدرس الترتيبات اللازمة، فتنفيذ القرار يحتاج إلى إعدادات قبله، مثل سن التشريعات اللازمة والعقوبات الرادعة بحق من يقوم بمضايقة النساء أو محاولة الإضرار بهن بسبب قيادتهن للسيارة». وطالبت بخاري باستحداث قسم نسائي في إدارة المرور، وافتتاح مدارس لتعليم المرأة قيادة السيارة، والتزام المرأة بالحجاب أثناء قيادة السيارة، مضيفة: «أتشوق لتعلم قيادة السيارة ومن ثم الحصول على الرخصة وشراء سيارتي الخاصة بي». من ناحيتها، قالت الدكتورة إقبال دندري إن هذا القرار الحاسم جاء في وقت حاسم والمملكة تحتفل بعيدها الوطني، ما يعزز دور المرأة كجزء فاعل في المجتمع، وليمكنها من أداء جميع أدوارها جنباً إلى جنب مع الرجل، مشيرة إلى أن هذا القرار صحح مفاهيم خاطئة لدى البعض، فالشريعة الإسلامية كفلت جميع الحقوق للمرأة وهذا ما اعترف به القاصي قبل الداني، وقيادة المرأة السيارة ليس لها علاقة بمخالفة الشرع بل هي تنفيذ للشرع، إذ إن القاعدة الفقهية المعروفة «لا ضرر ولا ضرار» تقدم على قاعدة «سد الذرائع»، فالقرار رفع عن المرأة أنواع الضرر التي وقعت عليها بسبب عدم قدرتها على القيادة بنفسها، وما كان من مجاملة لبعض منا على حساب المرأة قد انتهى. واعتبرت بخاري السماح للمرأة بالقيادة بداية حقبة زمنية جديدة ستنطلق فيها المرأة، بل والمملكة أجمع إلى رحاب أوسع، تتخلص فيه من كل المفاهيم والممارسات الخاطئة، وكل ما يعوق مسيرة هذه الدولة نحو التقدم، وعلى من يشفق أو يخاف على المرأة عندما تقود بشوارع السعودية أود أن اطمئنه أن لا داعي للقلق والشفقة، فالمملكة بلد الأمن والأمان، والمرأة السعودية تقود في الصحراء بشجاعة الفرسان، وستثبت جدارتها وتميزها ومحافظتها التي عرفت بها دوماً. بدورها، قالت الدكتورة فاطمة القرني: «لا شك في أن هذا القرار السامي يمثل انتصاراً لحق المرأة في الاختيار، ويجسد الثقة في المرأة السعودية باعتبارها ذاتاً مستقلة قادرة، وهي تسهم في تنمية وطننا في مختلف المجالات، على أن تمارس حرية التنقل خلال أدائها هذا الدور بكل ثقة، وبدرجة عالية من المسؤولية لا تحتاج معها إلى من يوجهها يميناً أو يساراً بذرائع واهية ومبررات مفتعلة». وأضافت أن مسألة السماح للمرأة السعودية بحق الاختيار في ما يتعلق بقيادة السيارة قد انطلقت من موافقة غالبية أعضاء هيئة كبار العلماء لكون الأصل فيها الإباحة والجواز، وجاءت لتؤكد أن المسببات التي كان يُنظَر إليها باعتبارها معوقات تحول دون ذلك قابلة للمعالجة، وأن تأجيل تمكين المرأة من هذا الحق تذرعاً بها لن يلغيها. ولهذا فصدور القرار رسمياً وبدء العمل على تهيئة كل السبل المعينة على تفعيله هو وحده الضامن لمواجهة الحقيقي والمفتعل من تلك المسببات، التي طالما بالغ الواقعون تحت سلطة أسرها في تضخيمها. وتابعت القرني: «هذا القرار يجسد الثقة في المرأة السعودية والثقة في الرجل السعودي، لقد نظر خادم الحرمين الشريفين لكلا الطرفين بدرجة رفيعة من الثقة والاطمئنان، على كونهما معاً قادرين على التمتع بهذا الحق بأقصى درجات المسؤولية والمواطنة المخلصة، وهي النظرة المنصفة من ولاة أمرنا، وسعينا نحن أعضاء مجلس الشورى خلال حراكنا البرلماني خارج المملكة على تأكيده والجزم به، في مواجهة من كانوا يستغلون هذه القضية للقطع بأن المرأة السعودية منقوصة الأهلية في الرؤية الرسمية السعودية، بل وفي مواجهة من استغلوها للنيل من عقيدتنا الإسلامية، واتهام تشريعات الإسلام بالقصور والتخلف وعدم صيانة كرامة الإنسان وإيفائه حقوقه التي من أبرزها بالتأكيد تمتعه بحرية الاختيار واستقلالية القرار». وباركت الدكتور مستورة الشمري لنساء الوطن هذا القرار التاريخي وقالت: «أعتقد أن تشكيل اللجان الوزارية سيتناول تلك الشروط، في ما يضمن تطبيق هذا الأمر السامي الكريم على أكمل وجه».