قتل مواطن صيني وخطف عشرة آخرون في هجوم استهدف مخيماً لعمال في تشييد طرقات ببلدة وازا اقصى شمال الكاميرون، ونسب الى جماعة «بوكو حرام» الاسلامية المتشددة. واعلنت الشرطة ان جنوداً كاميرونيين من كتيبة التدخل السريع (وحدة النخبة في الجيش) المكلفين حراسة المخيم ردوا على الهجوم، ما أسفر عن معارك استمرت ثلاث ساعات في الصباح. واشارت الى ان المهاجمين هاجموا في الليلة ذاتها مركزاً أمنياً أخرجوا منه أسلحة». واشارت الى ان عدد الجنود انخفض في الأيام الأخيرة بعدما ذهب كثيرون الى ياوندي للمشاركة في عرض عسكري مقرر الثلثاء في مناسبة العيد الوطني للكاميرون. ويتعرض شمال الكاميروني المحاذي للحدود مع نيجيريا الى تعديات دائمة من عناصر «بوكو حرام»، وخطف مطلع نيسان (ابريل) الماضي كاهنان ايطاليان وراهبة كندية مسنة في هذه المنطقة، حيث احتجزت المجموعة ذاتها كاهناً فرنسياً وعائلة فرنسية العام الماضي. وتشن جماعة «بوكو حرام» التي صنفتها الولاياتالمتحدة بأنها منظمة ارهابية، هجمات دامية على قوات الأمن والمدنيين منذ العام 2009 في شمال نيجيريا، كما تبنت خطف اكثر من مئتي تلميذة قبل شهر. وفي ايار (مايو) 2013، اطلق الجيش النيجيري هجوماً واسعاً لا يزال جارياً، لكنه لم يستطع القضاء على حركة التمرد التي تهدد البلد المنتج الأول للنفط في قارة افريقيا. الى ذلك، اعلن البنتاغون حصول توتر بين عسكريين اميركيين أرسلوا قبل اقل من اسبوع الى نيجيريا لدعم عمليات البحث عن التلميذات المخطوفات وقوات حكومية. ووصفت مسؤولة الشؤون الأفريقية في البنتاغون، اليس فريند، نيجيريا بأنها «شريك يصعب التعامل معه»، وانتقدت «بطء القوات النيجيرية في التاقلم، واعداد استراتيجيات وتكتيكات جديدة في مواجهة التهديد المعقد لبوكو حرام». واوضح جوناثان هيل، الاستاذ في كلية دراسات الدفاع في «كينغز كوليدج» بلندن الذي تعاون سابقاً مع الجيش البريطاني في تدريب جنود نيجيريين ان «المشكلة تتمثل في عقلية اوغا»، وهو تعبير نيجيري يشير الى الزعيم الذي يتمتع بنفوذ. وقال: «يُعتبر المسؤولون العسكريون اوغا داخل القوات المسلحة وخارجها، ما قد يخلق مشاكل في السلسلة التراتبية، خصوصاَ حين يضطر ضباط اقل رتبة الى اتخاذ قرارات بمبادرات فردية». وترجح السلطات النيجيرية احتجاز التلميذات المخطوفات في غابة سامبيسا الشاسعة بولاية بورنو، حيث تقيم «بوكو حرام» قواعد لها في منطقة معزولة. وتحلق طائرات استطلاع وطائرات اميركية بلا طيار فوق المنطقة، لكن اعمال البحث على الارض محصورة بالجيش النيجيري الذي تنقصه معدات اتصالات اساسية، وحتى لاسلكي، ما يعيق التواصل مع المقر العام في مايدوغوري، كبرى مدن بورنو. واعتبر هيل ان «بعض الضباط الكبار يجدون احراجاً في الاقرار بأن المستشارين الأجانب ضروريين، ما يعيق التعاون. كما ان الأسلوب المتعجرف وحتى المهين الذي استخدمه اخيراً السناتور الجمهوري جون ماكين باعلانه انه لن ينتظر اذناً من الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان لإرسال قوات خاصة من اجل انقاذ رهائن، ليس مفيداً، وتضاف اليه تعليقات البنتاغون حول صعوبة العمل مع نيجيريا». هولاند وفي باريس، تبنّى خمسة رؤساء أفارقة اجتمعوا أمس بدعوة من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خطة تحرّك إقليمية للتصدي ل«بوكو حرام». واعتبر هولاند خلال قمة في الإليزيه أن «بوكو حرام» تشكّل «خطراً كبيراً على غرب أفريقيا والآن على وسط القارة»، لافتاً إلى أنه «تأكدت علاقاتها مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتنظيمات إرهابية أخرى». ودعا في مأدبة غداء حضرها نظراؤه في نيجيرياوالكاميرون وتشاد والنيجر وبنين، الى «وضع خطة شاملة تهدف إلى تبادل المعلومات وتنسيق العمل ومراقبة الحدود والتحرّك في شكل ملائم»، باعتبار أن «لبوكو حرام إستراتيجية مناهضة للحضارة ترمي إلى زعزعة الاستقرار في نيجيريا، وتدمير المبادئ الأساسية للكرامة الإنسانية».